هكذا أخرجه ابن حبان [٣٤١٤]، والطبرى في "تهذيب الآثار" [رقم ١]، [رقم ٢]، وأبو بكر بن عياش ثقة عابد لكن ساء حفظه بآخرة، فتكلم فيه بعضهم لذلك. وقد ضعفه ابن نمير في الأعمش وغيره، وكان يضطرب في حديثه كما قاله يعقوب بن شيبة وغيره بل سواه أبو حاتم بشريك القاضى في الحفظ، وهو عندى قوى متماسك ما لم يُخالف أو يأت بما ينكر عليه. ومع اضطرابه في هذا الحديث، فقد خالفه جرير بن عبد الحميد وهو أثبت منه وأحفظ، فرواه عنه فقال: عن عطية العوفى عن أبي سعيد، كما مضى، وهذا هو المحفوظ عندى. ويشبه أن يكون أبو بكر قد سلك الطريق في روايته عن الأعمش، وقد توبع عليه جرير بن عبد الحميد: تابعه شريك القاضى كما مضى. لكن عبد الله بن بشر الرقى أبي إلا أن ينازع في الأمر، فخرج علينا برواية هذا الحديث عن الأعمش، فخالف الكل وقال: عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن عمر قال: دخل رجلان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... ثم ذكره نحو سياق المؤلف ... هكذا أخرجه الحاكم [١/ ١٠٩]، والبزار [٢٣٥]، من طريقين عن معتمر بن سليمان عن عبد الله بن بشر به ... قلتُ: أيش هذا؟! فنحن ما قبلنا الحديث من رواية أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن أبى صالح، فكيف لنا الصبر عليه من رواية الأعمش عن أبي سفيان عن جابر؟! ولولا أن عبد الله بن بشر هذا لا يصبر عن مخالفة الثقات في حديثه عن الأعمش، ما كان ابن معين ليرميه بالكذب، ويقول: "لم يبق حديث منكر رواه أحد من المسلمين إلا وقد "واه عن الأعمش" وقال عنه الحاكم: "يحدث عن الأعمش مناكير". نعم قد وثقه ابن معين في رواية، ومشاه جماعة، لكنه في الأعمش ليس بشئ، وروايته تلك منكرة.