أما الثورى فقد اختلف عليه في وصله وإرساله، فرواه عنه يزيد بن هارون كما مضى مرسلًا. وتابعه وكيع عند ابن أبي شيبة [٧٥٧٤]، وخالفهما أبو نعيم وقبيصة بن عقبة كلاهما رواه عن الثورى بإسناده به مرفوعًا، هكذا أخرجه الدارقطنى في "العلل" [١١/ ٣٢١]، وتابعهما: سعيد بن سالم القداح ويحيى بن آدم كما ذكره الدارقطنى. كلهم رووه عن الثورى موصولًا. والأشبه أنه محفوظ عن الثورى على الوجهين، فلعله كان ينشط فيوصله؛ ثم إذا ذاكر به أرسله. لكنه قد توبع على الوجه المرسل، تابعه ابن عيينة عند الشافعي [٧٥]، قال الشافعي عقبه: "وجدتُ هذا الحديث في كتابى في موضعين: أحدهما منقطع - يعنى مرسلًا - والآخر عن أبي سعيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". قلتُ: فلعل ابن عيينة كان يشك فيه، أو كان حاله كحال الثورى، ورواه جماعة آخرون عن عمرو بن يحيى فأرسلوه، هكذا قاله الدارقطنى في "العلل" [١١/ ٣٢١]، وسبقه الدارمى إلى ذلك في "سننه" [عقب رقم ١٣٩٠]، فقال بعد أن روى الوجه الموصول: "الحديث كلهم أرسلوه". قلتُ: كذا قال الدارمى، وقد رواه جماعة من الثقات والمقبولين عن عمرو بن يحيى فوصلوه وصلًا، منهم: ١ - حماد بن سلمة كما مضى عند المؤلف وابن ماجه والبيهقى وأحمد. ٢ - وعبد الواحد بن زياد عند أبي داود [٤٩٢]، وأحمد [٣/ ٩٦]، وابن حبان [١٦٩٩]، والحاكم [١/ ٣٨٠]، والبيهقى [٤٠٧١]، وابن المنذر في "الأوسط" [رقم ٧٣٤]، وابن حزم في "المحلى" [٤/ ٢٨]، وغيرهم. ٣ - عبد العزيز الدراوردى عند الترمذى في "سننه" [٣١٧]، وفى "العلل" [رقم ٧٢]، والدارمى [١٣٩٠]، وابن خزيمة [٧٩١]، والحاكم [١/ ٣٨٠]، وعنه البيهقى في "سننه" [٤٠٧٢]، وابن الجوزى في "التحقيق" [١/ ٣١٩]. ٤ - ومحمد بن إسحاق عند أحمد [٣/ ٨٣]، لكنه زاد في متنه: "كل الأرض مسجد وطهور ... " فكلمة (وطهور) زيادة شاذة ضعيفة كما جزم به الإمام في "الثمر المستطاب" =