٥ - وعبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة - ثقة مشهور - كما ذكره البزار في "مسنده" ونقله عنه ابن حزم في "المحلى" [٤/ ٢٨]. ٦ - وعباد بن كثير - لا أدرى أهو البصرى أم الرملى؟! - كما ذكره ابن المنذر في "الأوسط". فهؤلاء خمسة رووه عن عمرو بن يحيى موصولًا. وتابعهم الثورى في أحد الوجهين عنه. والمرسل لا يُعل به الموصول في مثل هذا المقام. فترجيح الترمذى والدارقطنى للمرسل فيه نظر ظاهر، وقد خالفهم جماعة فصححوه موصولًا، وقد اشتد غضب أبي محمد ابن حزم في "المحلى" [٤/ ٢٨]، على من رجَّح المرسل دون الموصول، والقول الفصل هو ما قاله ابن المنذر في "الأوسط" عقب روايته هذا الحديث موصولًا: "إذا روى الحديث ثقة أو ثقات، مرفوعًا متصلًا، وأرسله بعضهم، يثبت الحديث برواية من روى موصولًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يوهن الحديث تخلُّف من تخلَّف عن إيصاله، وهذا السبيل في الزيادات في الأسانيد والزيادات في الأخبار .. ". قلتُ: وهو كلام قوى بخصوص هذا الحديث، أما على إطلاقه فلا نرضاه، وقد تخبط جماعة ممن تكلموا على تخريج هذا الحديث في أسانيده وفهم كلام النقاد فيه، وقد شرحنا ذلك في كتابنا "غرس الأشجار". على أن للحديث طريق آخر نظيفًا عن أبي سعيد عند الحاكم [١/ ٣٨٠]، وعنه البيهقى [٤٠٧٣]، وقبلهما ابن خزيمة [٧٩٢]، وإسناده لا ترى فيه عوجًا ولا أمتًا، وله شواهد أيضًا قد ذكرناها في الكتاب المذكور. والله المستعان. ١٣٥١ - حسن: مضى الكلام عليه [برقم ١١٤٤].