وهذا إسناد غائر في الفساد؛ ابن موهب يحيى بن عبيد الله: قد أسقطه جمهور النقاد فسقط ولن يقوم! بل اتهمه الحاكم بالوضع، وقال في مكان آخر: "روى عن أبيه عن أبى هريرة نسخة أكثرها مناكير". وأبوه: قد جهَّله جماعة من النقاد منهم الشافعي وأحمد وابن القطان. وخالفهم ابن حبان فذكره في "الثقات" [٥/ ٧٢]، ووثقه نصًا أيضًا فقال: "ثقة؛ وإنما وقعت المناكير في حديث أبيه - يقصد بهذا الضمير ابنه يحيى - من قبل ابنه يحيى ... ". قلتُ: قد عُرِف تساهل ابن حبان في التوثيق، لاسيما لهذه الطبقة المتقدمة، غير أنى وجدته قد ذكره أيضًا في كتابه مشاهير علماء الأمصار [ص ٧١/ رقم ٤٩٣]، وقال: " ..... من ثقات أهل الدينة، وإنما وقعت المناكير في حديثه من قبل ابنه يحيى ... ". فالظاهر أنه قد عرفه وسَبَر حديث فرآه مستقيمًا إلا ما كان من رواية ولده عنه. وعلى كل حال: فللحديث طرق آخرى عن أبى هريرة منها: ١ - طريق يزيد بن كيسان عن أبى حازم عن أبى هريرة بنحوه ... أخرجه مسلم وجماعة. وسيأتى الكلام عليه عند الحديث [رقم/ ٦١٨١]. ٢ - طريق شيبان بن عبد الرحمن عن عبد الملك بن عمير، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة بنحوه ... =