للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٨ - حدّثنا أبو هشامٍ الرفاعى، حدّثنا المحاربى، حدّثنا يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبى هريرة، قال: حدثنى أبو بكرٍ، قال: فاتنى العَشاء ذاتَ ليلةٍ فأتيتُ أهلى، فقلت: هل عندكم عَشاءٌ؟ قالوا: لا والله ما عندنا عَشاءٌ، فاضطجعت على فراشى فلم يأتنى النوم من الجوع، فقلت: لو خرجتُ إلى المسجد فصليت وتعللت حتى أصبح، فخرجتُ إلى المسجد فصليتُ ما شاء الله، ثم تساندتُ إلَى ناحية المسجد كذلك، إذ طلع عليَّ عمر بن الخطاب، فقال: من هذا؟ قلت: أبو بكرٍ، فقال: ما أخرجك هذه الساعة؟ فقصصت عليه القصة، فقال: والله ما أخرجنى إلا الذي أخرجك، فجلس إلى جنبى، فبينما نحن كذلك، إذ خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنكرنا، فقال: من هذا؟ فبادرنى عمر، فقال: هذا


٧٨ - صحيح لغيره: أخرجه المروزى في "مسند أبى بكر" [رقم ٥٥]، والطبرانى في "الكبير" [١٩/ ٥٦٧]، وابن أبى الدنيا في الجوع [١٤]، وابن ماجه [٣١٨١]، وغيرهم من طرق عن عبد الرحمن المحاربى عن يحيى بن عبيد الله بن موهب عن أبيه عن أبى هريرة عن أبى بكر به، مطولًا ومختصرًا.
وهذا إسناد غائر في الفساد؛ ابن موهب يحيى بن عبيد الله: قد أسقطه جمهور النقاد فسقط ولن يقوم! بل اتهمه الحاكم بالوضع، وقال في مكان آخر: "روى عن أبيه عن أبى هريرة نسخة أكثرها مناكير". وأبوه: قد جهَّله جماعة من النقاد منهم الشافعي وأحمد وابن القطان. وخالفهم ابن حبان فذكره في "الثقات" [٥/ ٧٢]، ووثقه نصًا أيضًا فقال: "ثقة؛ وإنما وقعت المناكير في حديث أبيه - يقصد بهذا الضمير ابنه يحيى - من قبل ابنه يحيى ... ".
قلتُ: قد عُرِف تساهل ابن حبان في التوثيق، لاسيما لهذه الطبقة المتقدمة، غير أنى وجدته قد ذكره أيضًا في كتابه مشاهير علماء الأمصار [ص ٧١/ رقم ٤٩٣]، وقال: " ..... من ثقات أهل الدينة، وإنما وقعت المناكير في حديثه من قبل ابنه يحيى ... ". فالظاهر أنه قد عرفه وسَبَر حديث فرآه مستقيمًا إلا ما كان من رواية ولده عنه. وعلى كل حال: فللحديث طرق آخرى عن أبى هريرة منها:
١ - طريق يزيد بن كيسان عن أبى حازم عن أبى هريرة بنحوه ...
أخرجه مسلم وجماعة. وسيأتى الكلام عليه عند الحديث [رقم/ ٦١٨١].
٢ - طريق شيبان بن عبد الرحمن عن عبد الملك بن عمير، عن أبى سلمة، عن أبى هريرة بنحوه ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>