قلتُ: ثم عزاه المحقق بالهامش إلى أبى داود [٥١٢٨]، والترمذى [٢٨٢٢]، و [٢٣٦٩]، والنسائى في "الكبرى" [١٦٩٧]، وابن ماجه [٣٧٤٥]. وهذا ذهول من ابن كثير لم يُنبِّه عليه المعلِّق، فليس الحديث من هذا الطريق عند الأربعة - سوى الترمذى - بهذا السياق أصلًا، ولا بنحو تلك القصة، اللَّهم إلا النسائي وحده، فعنده طرفٌ من هذا السياق. وإنما رواه أبو داود [٥١٢٨]، والترمذى [٢٨٢٢١]، - ورواه في موضع آخر مطولًا - وابن ماجه [٣٧٤٥]، من هذا الطريق بلفظ "المستشار مؤتمن" فقط. وهذه الجملة: "المستشار مؤتمن" قد وقعت في قصة أبى الهيثم بن التيهان من هذا الطريق أيضًا كما تراه: عند الحاكم [٤/ ٤١٥]، وغيره. فلم يقع الحديث عند هؤلاء - سوى الترمذى - إلا مختصرًا جدًّا كما ترى ودون أي إشارة إلى سياق قصة ابن التيهان كما زعم الحافظ ابن كثير. وقد مضى أن النسائي قد رواه في "الكبرى" [١١٩٧]، مختصرًا أيضًا، دون جملة "المستشار مؤتمن"، لكن عنده قَدْرٌ جيد من سياق القصة. إذا عرفت هذا: فاعلم أن هذا الطريق قد اختلف فيه اختلافٌ كثيرٌ على ألوان متضاربة جدًّا. وقد ذكر الدارقطنى بعضها في العلل [٨/ ١٨]، ثم قال: "ويُشْبه أن يكون الاضطراب من عبد الملك - يعنى ابن عمير - والأشبه بالصواب قول شيبان وأبى حمزَة". =