للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القمر، فقرعنا الباب، فقالت المرأة: من هذا؟ قال عمر: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكرٍ، وعمر، ففتحت لنا، فدخلنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أين زوجك؟ قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء من حَشِّ بنى حارثة، الآن يأتيكم، قال: فجاء يحمل قربةً حتى أتى بها نخلةً فعلقها على كُرنافة من كرانيفها، ثم أقبل علينا، فقال: مرحبًا وأهلًا، ما زار الناس أحد قط مثل من زارنى، ثم قطع لنا عذقًا فأتانا به، فجعلنا ننتقى منه في القمر فنأكل، ثم أخذ الشفرة فجال في الغنم، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِيَّاكَ وَالحْلُوبَ، أو قال: إِياكَ وَذَوَاتِ الدَّرِّ"، فأخذ شاةً فذبحها وسلخها، وقال لامرأته فطبخت وخبزت، وجعل يقطع في القدر من اللحم، فأوقد تحتها حتى بلغ اللحم والخبز فثرد، ثم غرف عليه من المرق واللحم، ثم أتانا به فوضعه بين أيدينا، فأكلنا حتى شبعنا، ثم قام إلى القربة، وقد سفعتها الريح فبرد، فصب في الإناء، ثم ناول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشرب، ثم ناول أبا بكر فشرب، ثم ناول عمر فشرب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحْمْدُ لله خَرَجْنَا لَمْ يُخْرِجْنَا إِلا الجَّوعُ، ثُمَّ رَجَعْنَا وَقَدْ أَصَبْنَا هَذَا، لَتُسْالُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، هَذَا مِنَ النَّعِيمِ"، ثم قال للواقفى: "مَا لَكَ خَادِمٌ يَسْقِيكَ مِنَ المْاءِ؟ " قال: لا يا رسول الله، قال: "إِذَا أَتَانَا سَبْىٌ فَأْتِنَا حَتَّى نَأْمُرَ لَكَ بِخَادِمٍ"، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى أتاه سبىٌ، فأتاه الواقفى، فقال: "مَا جَاءَ


= قلتُ: يريد به الطريق الماضى. والاضطراب فيه من عبد الملك بن عمير كما قال الدارقطنى، وقد تكلموا في حفظه، حتى قال أحمد: "عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جدًّا مع قلة روايته".
قلتُ: وحديثه هنا شاهد صِدْقٍ على تلك المقولة. وقال أحمد أيضًا: "عبد الملك يختلف عليه الحفاظ".
قلتُ: وذلك منه لا منهم. وقد قال ابن معين عنه "مُخلِّط". ثم رأيتُ أبا سلمة قد اختلف عليه أيضًا من غير طريق عبد الملك، ولولا خوف الإطالة؛ لأقررنا عينك بتحرير هذه الاختلافات، ولكن حسبك من القِلادة ما أحاط بالجيد. والله المستعان. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة: منهم ابن عمر، وأبى عسيب، وابن عباس. وحديث ابن عباس: سيأتي عند المؤلف [برقم/ ٢٥٠]، وسيأتى كلامنا عليه هناك، إن قدَّر الله لنا البقاء بخيرٍ حتى الوصول إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>