قلتُ: وهذا إسناد حسن إن شاء الله، ورجاله كلهم ثقات معروفون سوى عبد الله بن مطرف، وهو ابن عبد الله بن الشخير الإمام المشهور. وعبد الله هذا: لم يرو عنه سوى ثلاثة نفر فقط، ولم أر أحدًا وثقه ممن يُعتمد قوله في ذلك. نعم ذكره ابن حبان في الثقات على عادته المعروفة في هذه الطبقة، لكن ذكره ابن خلفون في "الثقات" وقال: "كان رجلًا صالحًا" هكذا ذكره المعلِّق على "تهذيب الكمال" [١٦/ ١٥٠]، نقلًا عن إكمال الحافظ مُغَلْطاى [٢/ ورقة/ ٣٢٧]. وقد أخرج له ابن أبى شيبة [٣٥٤٩١]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" [ص/ ٢٤٣]، وابن عساكر في "تاريخه" [١/ ١٣٨]، وأحمد في "الأسماء والكنى" [ص ١٣٨/ رقم/ ٤٣٣]، وغيرهم من طريق قتادة عنه ما يدل على أنه كان رجلًا صالحًا زاهدًا عابدًا عارفًاء وقد قال الحافظ عنه في التقريب "صدوق". فالظاهر أنه صدوق إن شاء الله بما ذكرناه. والحديث: سنده حسن صالح وحسب، أما تصحيحه من هذا الطريق وحده فتلك مجازفة، وقد اختلف في إسناد هذا الحديث على حميد بن هلال على وجوه كثيرة يأتي بعضها الآن. ورواه بعضهم واختلف عليه أيضًا كما سيأتي. وقد ساق النسائي في "سننه" [٧/ ١٠٩، ١١٠]، طرفًا من تلك الاختلافات ثم ختمها بهذا الطريق الماضى، ثم قال: "هذا الحديث - يعنى من هذا الطريق - أحسن الأحاديث وأجودها". =