للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: ثم حدث الحسن بحديث آخر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليْسَ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَذِلَّ نَفْسَهُ" قيل: وما إذلاله نفسه؟ قال: "يَتَعَرَّضُ مِنَ الْبَلاءِ لمِا لا يُطِيق". قيل: يا أبا سعيدٍ، فيزيد الضبى وكلامه في الصلاة؟! قال: أما إنه لم يخرج من السجن حتى ندم، قال المعلى: فقمت من مجلس الحسن، فأتيت يزيد، فقلت: يا أبا مودودٍ، بينما أنا والحسن نتذاكر إذ نصبت أمرك نصبًا، فقال: مه يا أبا الحسن، قال: قلت: قد فعلت. قال: فما قال الحسن؟ قلت قال: أما إنه لم يخرج من السجن حتى ندم على مقالته، قال يزيد: ما ندمت على مقالتى، وايم الله لقد قمت مقامًا أخْطر فيه بنفسى، قال يزيد: فأتيت الحسن، فقلت: يا أبا سعيدٍ، غُلبنا على كل شئٍ، نُغلبَ على صلاتنا؟ فقال: يا عبد الله، إنك لم تصنع شيئًا، إنك تعرِّض نفسك لهم! ثم أتيته، فقال لى مثل مقالته، قال: فقمت يوم الجمعة في المسجد، والحكم بن أيوب يخطب، فقلت: رحمك الله! الصلاة!! قال: فلما قلت ذلك احتوشتنى الرجال يتعاورونى، فأخذوا بلحيتى وتلبيبتى، وجعلوا يجئون بطنى بنعال


= قلتُ: وقد خولف عمرو بن عاصم في إسناده، خالفه أبو سلمة التبوذكى، فرواه عن حماد فلم يذكر فيه (جندب)، هكذا أخرجه أبو حاتم في علل ولده [رقم ٢٤٢٨]، وضعَّف رواية عمرو بن عاصم عن حماد، لكن عمرًا لم ينفرد به.
بل تابعه جماعة على هذا الوجه. وكلها متابعات لا تثبت. والحديث إنما يُعرف برواية عمرو بن عاصم عن حماد كما قاله ابن عدى في "الكامل" [٦/ ٣٠٥]، وعلى كل حال: فالمحفوظ في حديث الحسن إنما هو المرسل. وابن جدعان سيئ الحفظ وقد اضطرب في سنده ورفعه كما تراه عند ابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [٢/ رقم ١٢٧١].
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة بأسانيد تالفة، وأقواها على الإطلاق هو حديث ابن عمر عند الطبراني في "الكبير" [١٢/ رقم ١٣٥٠٧]، من طريق زكريا بن يحيى عن شبابة بن سوار عن ورقاء عن ابن أبى نجيح عن مجاهد عن ابن عمر به ...
قلتُ: قال الإمام في "الصحيحة" [٢/ ١٧٢]، بعد أن ذكره: "هذا إسناد صحيح إن كان زكريا بن يحيى هو أبا يحيى اللؤلؤى الفقيه الحافظ ... ".
قلتُ: بل ليس هو، إنما هو زكريا بن يحيى بن أيوب المدائنى أبو عليّ الضرير، ترجمه الخطيب في "تاريخه" [٨/ ٤٥٧]، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره الذهبى في "تاريخه" [ص ١٩٩٤/ حوادث ٢٦٠ هـ]، وقال: "محله الصدق" فظاهر هذا الإسناد لا بأس به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>