للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن أبى الحسن، فأوجد فيها فأعرف، فأتيت الحسن في منزله فدخلت عليه، فقلت: يا أبا سعيد، كيف بهذه الآية من كتاب الله؟ قال: أية آية من كتاب الله؟ قلت: قول الله في هذه الآية: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٦٢)} [المائدة: ٦٢] قال: يا عبد الله، إن القوم عرضوا السيف فحال السيف دون الكلام، قلت: يا أبا سعيد، فهل تعرف لمتكلم فضلًا؟ قال: لا. قال المعلى: ثم حدث بحديثين، قال: حدثنا أبو سعيد الخدرى، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحديثٍ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا لا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكم رَهْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ الحقَّ إِذَا رَآهُ، أَنْ يَذْكُرَ تَعْظِيمَ اللهِ فَإِنَّهُ لا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَل، وَلا يُبْعِدُ مِنْ رِزْقٍ".


= • وفى تلك القصة الطويلة، حديثان:
الأول: حديث الحسن عن أبى سعيد مرفوعًا: "ألا لا يمنعن أحدكم رهبة الناس ... إلخ" فهذا إسناد ضعيف. والحسن لم يسمع من أبى سعيد الخدرى كما جزم به ابن المدينى وغيره. راجع "جامع التحصيل" [ص ١٦٣]، و"تهذيب الحافظ" [٢/ ٢٦٦].
فإن قلت: قد قال الحسن في هذا الحديث: "حدثنا أبو سعيد".
قلتُ: هذا وهْم من قطن بن نسير أو من شيخه جعفر، وقلب العنعنة إلى سماع يقع بكثرة من الضعفاء وبعض الثقات على سبيل التوهم، لكن مضى للحديث طرق أخرى عن أبى سعيد برقم [١٠١١، ١٢١٢, ١٢٩٧].
وأما الحديث الثاني: فهو ما رواه الحسن مرسلًا: (ليس للمؤمن أن يذل نفسه. قيل: وما إذلاله نفسه؟ قال: يتعرض من ابىلاء ما لا يُطيق) فقد اختلف في إسناده على الحسن، فرواه عنه المعلى بن زياد مرسلًا كما في هذه القصة. وتوبع معلى على إرساله عن الحسن:
تابعه يونس بن عبيد عند البيهقى في "الشعب" [٧/ رقم ١٠٨٢١] , بإسناد قوى إليه. وتابعه أيضًا: معمر بن راشد عند عبد الرزاق [٢٠٧٢١]، وقرن مع الحسن قتادة.
وخالفهم على بن زيد بن جدعان، فرواه عن الحسن فقال: عن جندب عن حذيفة به ... ، هكذا أخرجه الترمذى [٢٢٥٤] , وابن ماجه [٤٠١٦]، وأحمد [٥/ ٤٠٥]، وجماعة كثيرة، من طرف عن عمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد به ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>