للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المستقيم: (عن شداد عن أبى طلحة) وأيَّد ذلك بكون أبى يعلى قد وضع هذا الحديث في (مسند أبى طلحة) ثم قال: "ويدل على ذلك نقد الهيثمى، فقد قال في "المجمع" [٤/ ٢٥٣]: "إسناده منقطع، وذلك لأن شداد بن سعيد لم يدرك أبا طلحة ... " ثم قال: "وأستبعد أن يكون هذا اختلافًا بين أبى يعلى وابن أبى عاصم، وأخشى أن يكون وقع سقط في كتاب ابن أبى عاصم .. " ثم أيَّد ذلك بكونه وقف على طبعة جديدة لكتاب "السنة" لابن أبى عاصم، فنظر فيها الحديث [برقم ١٥٧٩]، فإذا هو كإسناد أبى يعلى تمامًا، ثم قال: "فعلمتُ أن لفظة (عن) سقطت من بين (شداد) و (أبى طلحة) والحمد لله ... ".
قلتُ: وهو كلام جيد إن كان ما وقع في تلك الطبعة الجديدة من كتاب (السنة) إنما هو من أصل مخطوطه. أما إن كان من إصلاح المحقق، فتلك الباقعة.
ثم جاء الإمام الألبانى وهدم كل ما بناه تلميذه الحوينى، وجزم في "الصحيحة" [٦/ ٤٤٠]، بكون الواقع في إسناد ابن أبى عاصم هو الصواب، فقال: "والصواب (شداد أبى طلحة) بإسقاط حرف (عن) بين الاسم والكنية ... وعلى الصواب وقع في رواية ابن أبى عاصم ... ".
وأقول: ينقدح في صدرى ترجيح ما قاله الإمام.
وكون أبى يعلى قد ذكر هذا الحديث في (مسند أبى طلحة) ليس بدليل ناهض على خلاف ما جزم به الإمام؛ لاحتمال أن يكون هذا التصحيف: (عن شداد عن أبى طلحة) قد وقع قديمًا في "المسند" فلم ينتبه له أبو عمرو بن حمدان راويه عن المؤلف، ولعله من أبى يعلى نفسه، وقد وقع لجماعة من المتقدمين أوهام من هذا القبيل، وتابعهم عليها كل من جاء بعقبهم إلا من رحم الله ربى، راجع أمثلة ذلك: في مقدمة الباحث محمد عوامة "للكاشف" للذهبى [١/ ١٦٣ - ١٧٠].
وقد مضى وهْم غريب وقع فيه المؤلف - أبو يعلى - في الحديث [رقم ٨٣]. أما قول الحوينى: "ويدل على ذلك: نقد الهيثمى، فقد قال ... : "إسناده منقطع" وذلك لأن شداد بن سعيد لم يدرك أبا طلحة".
فأقول: أوهام الهيثمى وتناقضاته وكلامه في الرجال مع تصحيفه في أسمائهم وآبائهم ... فكل ذلك مما يحتاج شرحه إلى مجلد متوسط، وقد مضى قريبًا في الحديث قبل الماضى [رقم ١٤٢٥] أنموذج من هذا الطراز من أوهام الهيثمى، فالتعلق به هنا مما لا يُجْدى. =

<<  <  ج: ص:  >  >>