وأخرجه عبد الرزاق [٥٧٠٣]، وعنه الطبراني في "الكبير" [٣/ رقم ٣٣٠٥]، من طريق مالك وابن عيينة كلاهما عن ضمرة بن سعيد به ... قلتُ: وهذا إسناد مرسل بلا تردد. وعبيد الله بن عبد الله لم يدرك عمر بن الخطاب أصلًا، فضلًا عن حضوره تلك القصة، ثم جاء فليح بن سليمان وخالف مالكًا وابن عيينة، ورواه عن ضمرة بن سعيد فجوَّد إسناده، فقال: عن ضمرة عن عبيد الله بن عبد الله عن أبى واقد الليثى قال: سألنى عمر بن الخطاب .. ثم ذكره ... هكذا أخرجه مسلم [٨٩١]، وأحمد [١/ ٢١٩]، وابن خزيمة [١٤٤٠]، والطبرانى في "الكبير" [٣/ رقم ٣٣٠٦]، والمؤلف [رقم ١٤٤٧]، والبيهقى في سننه "الكبرى" [٥٩٨٧]، وفى "الشعب" [٢ / رقم ٢٤٨٨]، والنسائى في "الكبرى" [١١٥٥١]، والمحاملى في "صلاة العيدين" [٢/ ١٢١/ ١ - ٢]، كما في "الإرواء" [٣/ ١١٨]، وغيرهم. قال ابن خزيمة بعد روايته: "لم يسند هذا الخبر أحد أعلمه غير فليح بن سليمان، رواه مالك وابن عيينة عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن عبد الله وقالا: إن عمر سأل أبا واقد الليثى ... ". قلتُ: وهذا هو المحفوظ إن شاء الله. وفليح ضعيف الحديث كثير الخطأ، ومثله لا يحتج به إلا إذا توبع. ومَنْ يطيق مخالفته مالكًا وابن عيينة؟! وبهذه العلة ترك البخارى إخراج هذا الحديث في "الصحيح" كما قاله البيهقى في "سننه" [٣/ ٢٩٤]، وليس يخفى علينا احتجاج البخارى بفليح في "صحيحه"، وقد كنا نضعف فليحًا مطلقًا حتى من رواية البخارى عنه، ثم توقفنا عن ذلك في رواية البخارى وحده خاصة؛ لما ظهر لنا من حرص البخارى على أن ينتخب من حديث شيوخه - المتكلم فيهم - ما يعلم صحته، ويترك ما عداه، كما فعل مع إسماعيل بن أبى =