وذكره جماعة في "الضعفاء" لذلك قال، ابن حبان في "المجروحين" [١/ ١٧٣]: "تغير بآخرة حتى كُبِّل بالحديد، لا يجوز الاحتجاج بخبره إلا بعد التخليص، وعلم الوقت الذي حدَّث فيه، والسبب الذي يؤدى إلى هذا العلم معدوم فيه". قلتُ: وهو كما قال: فالإسناد ضعيف. لكن للحديث طريق آخر نحو سياق المؤلف: أخرجه ابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [٢/ رقم ٧١٥]، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" [رقم ١٩٧١]، و [رقم ٤٤٨١] , والبخارى في "تاريخه" [٣/ ١٩٠]، وغيرهم، من طرق عن فطر بن خليفة عن أبيه عن عمرو بن حريث به ... وفيه زيادة عند أبى نعيم تأتى مستقلة قريبًا [برقم ١٤٦٤]. قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وفطر بن خليفة ثقة مشهور، إنما الشأن في أبيه؛ فهو شيخ مجهول الحال، لكن طريقه يتقوى بالطريق الماضى إن شاء الله. والحديث عندى حسن لغيره. • تنبيه مهم: أخرج البخارى في "الأدب المفرد" [رقم ٦٣٢]، هذا الحديث، فوقع فيه سنده هكذا: "حدثنا أبو نمير قال: حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا إسماعيل بن أبى خالد قال: سمعت عمرو بن حريث يقول ... ". قلتُ: وفيه تصحيفان غريبان، وقد استشكلهما الإمام جدًّا في "الصحيحة" [٦/ ١٠٦٧]، فلم يعرف أبا نمير شيخ البخارى، ثم استبعد أن يكون (أبو اليمان) هو الحكم بن نافع، ثم قال: (وثمة إشكال ثالث، وهو تصريح أبى اليمان بتحديث إسماعيل بن أبى خالد إياه، فهو مستبعد جدًّا ... " ثم طفق الإمام يشرح ذلك حتى قال: "ولعله لما ذكرتُ من الإشكال، ذهب الشيخ الجيلانى في شرحه على "الأدب" - يعنى المفرد - إلى أن الصواب في اسم شيخ المؤلف - يعنى البخارى -: (ابن نمير) ثم قال: - يعنى الجيلانى [٢/ ٨٩]- لعله انقلب السند، والصحيح: حدثنا أبو اليمان حدثنا ابن نمير، أي عبد الله بن نمير، وكان في المطبوعة: (أبو نمير) ثم قال الإمام: "فأقول: هذا احتمال قوى! .. ". قلتُ: بل هو احتمال ضعيف جدًّا، بل هو غفلة مكشوفة عن كون الإسناد ليس به قلْب ولا كبد، بل هو التصحيف الذي أعى الإمام والشيخ الجيلانى، وصواب الإسناد هكذا: (حدثنا ابن نمير - وهو محمد بن عبد الله - حدثنا ابن اليمان - وهو يحيى بن اليمان - قال: =