قلتُ: وهذا إسناد لا يصح؛ وإسماعيل قد ضعفه النقاد، بل تركه بعضهم، وقد اضطرب فيه أيضًا، فعاد ورواه عن عبد الملك فقال: عن سعيد بن حريث به ... ، ولم يذكر فيه (عمرو بن حريث)، هكذا أخرجه ابن ماجه [٢٤٩٠]، ولم ينفرد به إسماعيل؛ بل تابعه أبو حمزة السكرى عند البيهقى في "سننه" [١٠٩٥٨]، لكن الطريق إليه لا يثبت، وتابعه قيس بن الربيع عند ابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [٢/ رقم ٧٠٩]، وأبى نعيم في "المعرفة" [رقم ٢٨٦٩]، وابن قانع في "معجم الصحابة" [رقم ٤٧٩]، والمزى في "التهذيب" [١٠/ ٣٨٢]، وغيرهم، وقيس قد تكلموا فيه، وكان له ولد سفيه، يدخل في أصول أبيه ما ليس منها، والشيخ لا يُميز هذا من ذاك، فكثرت المناكير في حديثه مع سوء حفظه بآخرة. وقد اضطرب فيه أيضًا، فعاد ورواه عن عبد الملك فقال: عن عمرو بن حريث قال: قدمتُ المدينة فقاسمتُ أخى، فقال سعيد بن زيد: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: .. ثم ذكره ... ، فجعله من (مسند سعيد بن زيد). هكذا أخرجه أحمد [١/ ١٩٠]، وهو وهم كما جزم به الدارقطنى في "العلل" [٤/ ٤٠٩]، ثم جاء عبيدة بن حميد فرواه عن عبد الملك عن عمرو بن حريث به ... ولم يذكر فيه (سعيد بن حريث). هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في "إصلاح المال" [رقم ٢٩٤]، من طريق عبد الرحمن بن صالح الأزدى عن عبيدة به ... قلتُ: وهذا وهْم من عبيدة أو ممن دونه، وعبيدة قد وثقه الجماعة، لكن ضعفه بعضهم، وقال الحافظ: "صدوق ربما أخطأ" والراوى عنه وثقوه أيضًا، لكنهم متهم بالرفض، فإن صح فهو فاسق آثم، ساقط العدالة. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، ولا يصح منها شئ. =