• والصواب: أن هذا الذي غمزه الأزدى هو رجل آخر متقدم الطبقة عن شيخ المؤلف، وشيخ المؤلف هو (محمد بن الخطاب البلدى الزاهد) من أهل الموصل كما قاله ابن حبان، وهو متأخر الطبقة عن المترجم في "الميزان". وعلى كل حال: ففى الإسناد: مؤمل! وهو ابن إسماعيل الإمام في السنة، الضعيف في الرواية، وقد خولف في إسناده، خالفه عمرو بن مرزوق، فرواه عنْ شعبة فقال: عن حصين عن عبد الملك ابن أخى عمرو بن حريث عن رجل عن النبي به نحوه ... فذكره ولم يقل فيه: (عن عمرو بن حريث) وإنما قال: (عن رجل) هكذا أخرجه البيهقى في "سننه" [٣٢٤٣]، بإسناد صحيح إليه. وعمرو بن مرزوق ثقة فاضل، لكنه كان يخطئ، ووصفه الدارقطنى بكثرة الوهم، لكن تابعه المثنى بن معاذ عند البيهقى أيضًا. والمثنى ثقة مشهور، وقد يقال: قد يكون هذا الرجل المبهم في رواية عمرو والمثنى هو نفسه (عمرو بن حريث) كما بينته رواية مؤمل عند المؤلف، وعليه: فليس ثمَّ اختلاف. لكن خالفهم جميعًا: محمد بن جعفر المعروف بغندر، فرواه عن شعبة فقال: عن حصين عن عبد الملك بن أخى عمرو بن حريث عن النبي به ... ، ولم يذكر فيه (عمرو بن حريث) ولا غيره، هكذا أخرجه أحمد في "العلل" [١/ ٥٣٤/ رقم ١٢٥٩/ رواية عبد الله]. وتوبع عليه غندر: تابعه حفص بن عمرو أبو الوليد الطيالسى عند أبى داود في "المراسيل" [رقم ٤٧]، وقد توبع شعبة على هذين الوجهين جميعًا، فتابعه هشيم بن بشير على الوجه الأول الموصول فرواه فقال: عن حصين عن عبد الملك عن عمرو بن حريث به ... لكن زاد في أوله: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة ... ) هكذا أخرجه البيهقى في "سننه" [٣٢٤٢]، من طريق إبراهيم بن على - وهو الذهلى - عن يحيى بن يحيى - وهو النيسابورى - عن هشيم به ... =