للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= "لا يعرف بغير هذا الحديث، ولا يُعرف روى عنه غير أبى الأشهب" وتعقبه الإمام في "الإرواء" [٣/ ٣٠٩]، قائلًا: "عبد الرحمن بن طرفة قد روى عنه سلم بن زرير كما تقدم ... ".
قلتُ: وروى عنه أيضًا: أشعث بن عبد الملك إن صح الطريق إليه، وكذا روى عنه عبد الله بن عرادة - وهو ضعيف - هذا الحديث، لكنه خالف الجماعة في سنده، فقال: عن عبد الرحمن بن طرفة عن الضحاك بن عرفجة أنه أصيب أنفه يوم الكلاب ... ، هكذا أخرجه ابن منده في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة" [٣/ ٤٧٨]، وهذا من أوهام ابن عرادة.
• والصواب: أن صاحب القصة هو (عرفجة بن أسعد) وهذا هو الذي رجحه ابن عبد البر في "الاستيعاب" [١/ ٢٢٤]، ولا جدال فيه إن شاء الله.
أما (الضحاك بن عرفجة) فذلك رجل لم يخلق بعد، فمن أين أتى به عبد الله بن عرادة؟! لا أدرى إلا أن تكون الأرض قد أخرجته له من فلذات أكبادها، وقد كان ابن عرادة كثير الأوهام.
وهذا شئ قد جربناه في جماعة من الضعفاء أمثال ابن لهيعة وابن أرطأة ونحوهما في سوء الحفظ وقلة الضبط، والله المستعان.
قال الإمام في "الإرواء" [٣/ ٣٠٩]: " ... فلبس في الحديث علة - عندى - إلا جهالة حال عبد الرحمن هذا يعنى ابن طرفة - وإن وثقه العجلى وابن حبان؛ فإنهما معروفان بالتساهل في التوثيق، ومع ذلك فإن بعض الحفاظ يُحسنون حديث مثل هذا التابعى، ولو كان مستورًا غير معروف العدالة ... ".
قلتُ: محل هذا التحسين إذا كان ذلك الراوى قد روى عنه جماعة، ولم يتكلم فيه أحد، ولم يأت بما ينكر عليه، فإن زاد على ذلك: توثيق بعض المتساهلين له، فهذا ينفعه أيضًا، فمن كان بتلك الصفة فهو صدوق صالح ما لم يخالف، وقد شرحنا تلك القاعدة وقوَّمنا عوجها في رسالة مفردة. ويقوى عندى: أن يكون عبد الرحمن بن طرفة من هذا الضرب الماضى، ومن الذين تنطبق عليهم تلك القاعدة، بل ويزيد عليه: تحسين الترمذى لحديثه هذا. وكذا حسنه البغوى في "شرح السنة" وأنا أستخير الله فيه.
• تنبيه مهم: قول عبد الرحمن بن طرفة في بعض الطرق حكاية (أن جده أصيب أنفه يوم الكلاب ... ) إلخ ... ظاهر الإرسال؛ لأنه تابعى لم يدرك ذلك الزمان الذي وقعت، فيه تلك القصة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>