ثم جاء الوليد بن حماد الرملى فوصل إسناده، ورواه عن عبد الله بن الفضل بن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: حدثنى أبى عن أبيه عاصم عن أبيه عمر عن أبيه قتادة به في قصة مطولًا ... هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٩/ رقم ١٢]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٤٩/ ٢٨١]، والوليد وشيخه وأبوه كلهم طيور غريبة لا ندرى عن حالها شيئًا، راجع "اللسان" [٦/ ٢٢١]، و [٣/ ٣٢٦]، ثم جاء عبد الرحمن بن يحيى العذرى ورواه عن مالك عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان به ... نحو سياق المؤلف. أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" [٤٩/ ٢٨١]، وابن شاهين في "الصحابة" والدارقطنى في "غرائب مالك" كما في "الإصابة" [٥/ ٤١٧]. وهذا إسناد لا غبار عليه إن صح إلى مالك، ولكن من يكون عبد الرحمن بن يحيى العذرى؟! ما أراه إلا كذابًا دجالًا، يتخفَّى في ظلال أسماء لا نعرفها حتى في أصحاب القبور!! وتراه لا يستحى أن يروى عن مالك تلك الفضائح المذكورة في ترجمته عند العقيلى في "الضعفاء" [٢/ ٣٥١]. فيالله العجب، أفما وجد أحدًا غير مالك يكذب عليه؟! ثم جاء طير آخر لا يدرى أحد من هو؟! أعنى محمد بن أبى عثمان القرشى، وخالف العذرى في مالك، فرواه عنه فقال: عن محمد بن عبد الله بن أبى صعصعة عن أبيه عن أبى سعيد عن أخيه قتادة بن النعمان به ... نحو سياق المؤلف ... هكذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية" [٦/ ٣٣٧]، بإسناد صحيح إلى هذا السافل به ... ، قال أبو نعيم: "غريب من حديث مالك، تفرد به محمد بن أبى عثمان، وإنما يعرف من حديث ابن إسحاق وابن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه ... ". قلتُ: للحديث طرق أخرى موصولة بأسانيد مطلمة. وإنما المحفوظ هو ما رواه ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة به مرسلًا ... =