وهكذا أخرجه البيهقى في "سننه" [٤٢٣٥]، وأبو نعيم في "المعرفة" [رقم ٤٢٦٣]، وغيرهما. وقد ذكر البلاذرى في "أنساب الأشراف" [١/ ٢٢٢]، أنه (كان للنبى - صلى الله عليه وسلم - مولى يقال له: عبيد، روى عنه حديثين ... ) وهذه العبارة نقلها الحافظ في مقدمة ترجمة عبيد من "الإصابة" [٤/ ٤٢١]، ثم ذكر له الحديثين: الأول: من رواية شعبة عن سليمان. والثانى: هذا الحديث الذي نحن بصدده. نعم إن ثبت أن سليمان التيمى قد سمع الحديثين من هذا الرجل المبهم عن عبيد مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - في مجلس واحد، ثم حدثه شعبة بتمامه، فاختصره شعبة وذكر قصة الأمر بالصلاة بعد المكتوبة فقط، صحَّ لنا أن نقول آنذاك بأن شعبة قد تابع يزيد بن هارون وابن أبى عدى على قصة المرأتين هنا عن سليمان التيمى. بل ونقول: وتابعهم أيضًا عبد الله بن المبارك ومعتمر بن سليمان؛ لكونهما قد رويا حديث الصلاة عن سليمان التيمى أيضًا، وقد يكون سليمان التيمى قد سمع الحديثين في مجلس واحد. ثم حدث يزيد بن هارون وابن أبى عدى وحماد بن سلمة بقصة المرأتين وحدها، وحدث ولده وشعبة وابن المبارك بقصة الأمر بالصلاة بين المغرب والعشاء. وهذا هو الأظهر عندى؛ فالصواب أن شعبة لم يتابع أحدًا على قصة المرأتين. إِذا عرفت هذا: فاعلم أن رواية يزيد بن هارون وابن أبى عدى أرجح من رواية حماد بن سلمة عن سليمان التيمى؛ لأن فيها زيادة ثقة، وهى ذلك الرجل المبهم بين سليمان وعبيد مولى النبي - صلى الله عليه وسلم -. وبهذا جزم ابن عبد البر في "الاستيعاب" [١/ ٣١٣]، فقال في ترجمة عبيد: "روى عنه سليمان التيمى ولم يسمع منه؛ بينهما رجل ... " ونحوه قول أبى حاتم كما في "الجرح والتعديل" [٦/ ٦]: "عبيد .. روى سليمان التيمى .. عن رجل عنه". ويؤيده: أن سليمان قد توبع عليه هكذا: تابعه عثمان بن غياث فقال: كنتُ مع أبى عثمان، =