للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وقد رجَّح الترمذى في "علله" من هذا الاختلاف الوجه الأول: وهو رواية على بن المبارك وحرب بن شداد كلاهما عن يحيى عن حية عن أبيه به ...
وهذا هو الذي رجحه أبو حاتم الرازى كما في "العلل" رقم ٢٢٣٩]، وهو الذي صححه الحافظ في "الإصابة". أما أبو زرعة الرازى فقد خالف صاحبه والترمذى، ورجح الوجه الثاني - أعنى رواية شيبان عن يحيى عن حية عن أبيه عن أبى هريرة ... - وعلل ذلك قائلًا: "لأن أبانًا - يعنى العطار - قد رواه فقال: يحيى عن رجل عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ... " كما في "العلل" رقم ٢٢٣٩].
وهكذا وقع عنده: (عن أبان عن يحمى عن رجل عن أبيه عن أبى هريرة) وقد مضى أن البخارى قد رواه في "تاريخه" عن التبوذكى عن أبان فقال: (عن يحيى أن رجلًا حدثه عن أبى هريرة ... ) فلم يذكر فيه: (عن أبيه) فإن كان هذا محفوظًا، فلعله اختلف على أبان في إسناده.
والصواب عندى من هذا الاختلاف: أن الوجه الأول والثانى كلاهما محفوظان إن شاء الله.
والجمع أولى من توهيم الثقات الأثبات بمجرد المخالفة، وحابس التميمى صحابى بالاتفاق، فلعله سمعه من أبى هريرة تارة، ثم أسقطه - لنسيان أو لغيره - وصار يرويه هو تارة أخرى، أو سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة بعد أن سمعه من أبى هريرة. وما المانع من هذا؟!
أما رواية أبان العطار التى ذكرها البخارى: فالظاهر أن أبانًا لم يكن يقيم إسناده، وهو صاحب أفراد كما قال الحافظ في "التقريب"، فأما روايته التى ذكرها عنه أبو زرعة الرازى: فيمكن ضمها إلى رواية شيبان النحوى. فيكون قوله فيها: (عن يحيى عن رجل عن حية عن أبيه عن أبى هريرة .. ) من قبيل المبهم الذي فسرته رواية شيبان: (عن يحيى عن حية عن أبيه عن أبى هريرة .. ).
وقد وقع للمحدث الحوينى جملة من القصور في تخريجه هذا الحديث في "النافلة" [رقم ٦٤]، وتمام تعقبه فيها يكون في مكان آخر خشية الإطالة جدًّا، وهو مأجور على كل حال.
إِذا عرفت هذا: فاعلم أن مدار إسناد هذا الحديث إنما هو على (حية بن حابس) وهو شيخ مستور لم يرو عنه غير يحيى بن أبى كثير وحده، ولم يوثقه سوى أبى حاتم بن حبان، وهو آفة هذا الحديث. =

<<  <  ج: ص:  >  >>