وتابعهما عبد الله بن وهب عند ابن عساكر في "تاريخه" [٦٢/ ٣٤٠]، بإسناد صحيح إليه. وهذا عندى هو الصواب. وقد يكون (السلمى) الذي عند أحمد، مصحفًا من (الأسدى) ويبدو أنه تصحيف قديم أو هو من أوهام بعضهم، ولا أجرؤ على توهم ابن مهدى في ذلك. وعلى كل حال: فهذا الأسدى طيرٌ غريب أيضًا، لم يترجمه إلا البخارى وحده، ولم يذكر فيه شيئًا، ووجدتُ في ترجمه محمد بن سعيد المصلوب - الكذاب المشهور - من "تهذيب الكمال" [٢٥/ ٢٦٧]، قول عبد الغنى المقدسى عن المصلوب:" ... ولو قال قائل بأنه أبو عبد الله محمد الأسدى الذي يروى عن وابصة بن معبد، وحدث. عنه محمد [كذا، وصوابه (معاوية)] ابن صالح؛ لما دفعت ذلك". قلتُ: لكن المصلوب هذا متأخر جدًّا عن إدراك وابصة، وبنحو هذا وجدت ابن رجب قد قال في "جامع العلوم" [ص ٢٥١]. لكن في الباب عن جماعة من الصحابة بنحو اللفظ الماضى. وأشهرها: حديث النواس بن سمعان عند مسلم والترمذى وجماعة وراجع "جامع العلوم" لابن رجب [ص ٢٤٩]، و"الترغيب والترهيب" [٢/ ٣٥٠، ٣٥١]، للمنذرى. • تنبيه: تساهل النووى فحسَّن إسناد الحديث من الطريق الأولى في "الأربعين النووية"، وتعقبه ابن رجب في "جامع العلوم" وكذا حسنه في "الأذكار" و"رياض الصالحين"، ومثله المنذرى في "الترغيب" [٢/ ٣٥١] فقال: "رواه أحمد بإسناد حسن". ١٥٨٧ - ضعيف: بهذا السياق. وشيخ المؤلف ذكره ابن حبان في "الثقات" [٨/ ٤٦٦]، وقال "مستقيم الحديت" وهذا توثيق غالٍ.