قلتُ: كفّ من تراب خير من هذا الإسناد كله، وهكذا كل إسناد يكون فيه ذلك السرى بن إسماعيل، وهو الذي أسقطه النقاد بخط عريض، بل قال أبو داود: (متروك الحديث، يجيئ عن الشعبى بأوابد" وقال ابن عدي: "أحاديثه التى يرويها لا يتابعه أحد عليها، وخاصة عن الشعبى؛ فإن أحاديثه عنه منكرات، لا يرويها عن الشعبى غيره ... ". قلتُ: وقد تلون في متنه، فعاد ورواه عن الشعبى عن وابصة قال: (صلى رجل خلف الصف وحده؛ فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإعادة). هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [٢٢/ ٣٩٢]، وابن الأعرابى في "المعجم" [٩٥٦]، وهذا اللفظ ونحوه هو المحفوظ عن وابصة. وقد توبع عليه السرى: تابعه عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبى عند الطبراني في "الكبير" [٢٢/ ٣٩٢]، وابن عساكر في "تاريخه" [٦٢/ ٣٣٠]، والدارقطنى في "الأفراد" [رقم ٤٤٢٨/ أطرافه]، وغيرهم من طريق محمد بن حفص بن عمر المقرئ عن سهل بن عامر البجلى عن ابن نمير به ... قلتُ: وهذه متابعة مؤسفة جدًّا، قال ابن عساكر في روايته: "هذا حديث غريب" يعنى بذلك الإسناد، وقال الدارقطنى عقب روايته: "غريب من حديث إسماعيل بن أبى خالد الشعبى عنه، تفرد به سهل بن عامر البجلى، عن عبد الله بن نمير عن إسماعيل". =