للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فدنوت، فجلست بين يديه، فقال لى: "يَا وَابِصَةُ، أَتَسْأَلُنِى أَوْ أُخْبِرُكَ؟ " قلت: بل أخبرنى يا رسول الله، قال: جئت تسألنى عن البر والإثم؟ قلت: نعم، فجمع أنامله، ثم جعل ينكت بهن في صدرى، ويقول: "يَا وَابِصَةُ، اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ، اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَك، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ" ثلاث مراتٍ.

١٥٨٨ - حدّثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياضٍ، حدّثنا مالك بن سُعيرٍ، حدّثنا السرى بن إسماعيل، عن الشعبى، عن وابصة بن معبدٍ، قال: انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجلٌ


١٥٨٨ - منكر: بهذا اللفظ: أخرجه الطبراني في "الكبير" [٢٢/ رقم ٣٩٤]، وفى "الأوسط" [٨/ رقم ٨٤١٦]، والبيهقى في "سننه" [٤٩٩٢]، وابن الأعرابى في "المعجم" [رقم ٧٧٥]، والمؤلف في "المفاريد" [رقم ٩٩] وغيرهم، من طرق عن السرى بن إسماعيل، عن الشعبى عن وابصة به ...
قلتُ: كفّ من تراب خير من هذا الإسناد كله، وهكذا كل إسناد يكون فيه ذلك السرى بن إسماعيل، وهو الذي أسقطه النقاد بخط عريض، بل قال أبو داود: (متروك الحديث، يجيئ عن الشعبى بأوابد" وقال ابن عدي: "أحاديثه التى يرويها لا يتابعه أحد عليها، وخاصة عن الشعبى؛ فإن أحاديثه عنه منكرات، لا يرويها عن الشعبى غيره ... ".
قلتُ: وقد تلون في متنه، فعاد ورواه عن الشعبى عن وابصة قال: (صلى رجل خلف الصف وحده؛ فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالإعادة).
هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [٢٢/ ٣٩٢]، وابن الأعرابى في "المعجم" [٩٥٦]، وهذا اللفظ ونحوه هو المحفوظ عن وابصة. وقد توبع عليه السرى: تابعه عبد الله بن نمير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبى عند الطبراني في "الكبير" [٢٢/ ٣٩٢]، وابن عساكر في "تاريخه" [٦٢/ ٣٣٠]، والدارقطنى في "الأفراد" [رقم ٤٤٢٨/ أطرافه]، وغيرهم من طريق محمد بن حفص بن عمر المقرئ عن سهل بن عامر البجلى عن ابن نمير به ...
قلتُ: وهذه متابعة مؤسفة جدًّا، قال ابن عساكر في روايته: "هذا حديث غريب" يعنى بذلك الإسناد، وقال الدارقطنى عقب روايته: "غريب من حديث إسماعيل بن أبى خالد الشعبى عنه، تفرد به سهل بن عامر البجلى، عن عبد الله بن نمير عن إسماعيل". =

<<  <  ج: ص:  >  >>