لكن جزم الباحث الماهر محمد عوامة في مقدمته على "الكاشف" للذهبى [١/ ١٦٥] بأن ابن معين قال هذه المقولة في (عبد الواحد بن زيد) فتحرف اسم أبيه على العقيلى، فنقل هذا الكلام في ترجمة (عبد الواحد بن زياد)، وهو كما قال. راجع "تاريخ الدارمى" [١/ ١٤٧]، والدورى [٤/ ٨٨]. وعلى كل حال: فرواية عبد الواحد غير محفوظة. ثم رأيتُ الحافظ قد جزم بذلك في "المطالب" فضال بعد أن ذكر رواية عبد الواحد: "قلتُ: رجاله رجال "الصحيح"؛ لكنه شاذ؛ فإن المحفوظ عن أبى هريرة لا عن أبى سعيد ... كذا هو في "الصحيح" ... ". ٢ - وأما رواية أبى معاوية التى عند البيهقى بالشك عن (أبى هريرة أو أبى سعيد) فهى مردودة إلى المحكم من رواية من رواه عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به ... ٣ - وأما رواية القطان - وأبى معاوية عند هناد - وصالح بن عمر وغيرهم ممن رواه عن الأعمش عن أبى صالح عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - به ... فهى من قبيل المبهم الذي فسرته رواية الأكثر بكون هذا البعض هو (أبا هريرة). ٤ - وأما رواية الفضيل عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن جابر، فتلك من أخطاء الراوى عن الفضيل، وهو محمد بن زياد الزيادى؛ فإنه صدوق متماسك وإن ضعفه ابن منده، لكن يقول ابن حبان: "ربما أخطأ" ونحوه قال الحافظ. ٥ - وأما تلك الزيادة التى جاء بها أبو حمزة السكرى والحسين بن واقد عن الأعمش، فالذى نراه أنه قد دخل لهما حديث في حديث. وبرهان ذلك: ما قاله الدارقطنى في "علله" [١٠/ ١٢١]، بعد أن ذكر تلك الزيادة .. قال: "وهذه الألفاظ إنما رواها الأعمش عن جامع بن شداد عن كلثوم بن الخزاعى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". قلتُ: وتلك الرواية عند ابن ماجه [٤٢٢٢]، والبيهقى في "سننه" [٢٠١٨٤]، وجماعة. وكلثوم هذا مختلف في صحبته. لكن لتلك الزيادة شاهد من حديث ابن مسعود عند ابن ماجه أيضًا [٤٢٢٣]، وأحمد [١/ ٤٠٢]، وجماعة بإسناد صحيح كالشمس، فللَّه الحمد والمنة.