قلتُ: وهذا إسناد مركب وكذب مكشوف جدًّا، وتراه يقتضب متنه حتى يسبك تدْجيله على البسطاء! ولا يدرى هذا المصعبى المسكين - أنه يوم وضع مثل هذا الكذب المكَّعب، إنما سجَّل بيديه ما يفتضح به أمام الله والنقاد! راجع "اللسان" [١/ ٢٩٠]، وغيره. • وبالجملة: فالمحفوظ هو الطريق الأول عن إسماعيل بن أبى خالد عن أبى بكر بن أبى زهير عن أبى بكر به. وهذا هو الذي صوّبه الدارقطنى في "علله" [١/ ٢٨٤]، وقد مضى أنه إسناد ضعيف منقطع. وأزيد هنا بيانًا في انقطاعه فأقول: قد وقع في بعض طرقه كما عند أحمد [١/ ١١]، أن ابن أبى زهير قال: "أخرتُ عن أبى بكر .. ". وفى بعضها - كما عند سعيد بن منصور وغيره - عن ابن أبى زهير أنه قال: "لما نزلت: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} [النساء: ١٢٣]، قال أبو بكر .. " وهذان صريحان جدًّا على الانقطاع؛ لاسيما الأول. وللحديث طريق مضى [برقم/ ٧١]. وله طرق أخرى عن أبى بكر، ولا يصح منها شئ، كما قاله الترمذى والدارقطنى. وسيأتى له طريق عن عائشة [برقم ٤٦٧٥]، و [٤٨٣٩]، فارتقبه واصطبر. ٩٩ - صعيف: انظر قبله. • تنبيه مهم: وقع في هذا الإسناد اختلاف بين وكيع ويحيى بن سعيد. أما يحيى بن سعيد فرواه عن إسماعيل عن ابن أبى زهير به ... إلا أنه خالف وكيعًا فقال: "إن أبا بكر الصديق قال: .... " ولم يقل: "عن أبى بكر الصديق ... ".