قلتُ: وهو الصواب، فقد رواه أحمد بن حنبل وإسحاق بن البهلول - كما ذكره الدارقطنى - ويونس بن عبد الأعلى ومحمد بن كثير ومحمد بن منصور، وغيرهم عن سفيان بالوجه الأول. وانفرد سعيد بن منصور، فرواه عن سفيان فقال: عن إسماعيل عن أبى بكر بن عمارة بن رويبة الثقافى عن أبى بكر به. أخرجه سعيد في "تفسيره" [٢/ رقم/ ٦٥٩]. قال الدارقطنى: "ووهم فيه أيضًا". قلت: يعنى في ذكْرِه: "ابن عمارة بن رويبة" وإنما هو "ابن أبى زهير" كما مضى. ثم أتى عثام بن على وخالف الجميع، ورواه عن إسماعيل فقال: عن قيس بن أبى حازم عن أبى بكر به ... ! هكذا ذكره الدارقطنى في "علله" [١/ ٢٨٥] ثم قال: "وهذا وهم قبيح". قلت: وقال الحافظ في الأمالى [ص ٧٩]، بعد أن ذكر هذا الطريق: "فلو كان محفوظًا لكان إسنادًا صحيحًا، لكن قال الدارقطنى: إنه وهم ... ". قلت: ويجئ على بن عاصم الواسطى ويرويه عن إسماعيل؛ فيأتى بالتى تملأ الفم، فيقول: عن إسماعيل عن عكرمة عن ابن عباس عن أبى بكر به نحوه ... هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٥/ ١٩٢]. وهذا إسناد عجيب. وبهذا وأمثاله من الأوهام التى لا تُطاق سقط على ابن عاصم - مع طول لسانه - من مرتبة الاحتجاج به في دين الله. ومما يدل على كونه كان لا يدرى ما يُحدِّث به الناس أنه عاد مرة أخرى ورواه عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس عن أبى بكر به. خرجه ابن عدى في "الكامل" [٥/ ١٩٢]. وهذا تخليط شديد. وها برحنا من أوابد على بن عاصم حتى خرج علينا أبو بشر المصعبى الحافظ ذلك الكذاب الوقح، فيقول بكل جُرأة - حدثنا أبى وعمى قالا: ثنا أبى - هكذا! - ثنا يحيى بن عثمان بن أبى رواد - كذا وصوابه عن يحيى بن عثمان وهو القرشى عن ابن أبى رواد وهو عبد المجيد - عن داود الطائى - وهو ابن نصير - عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن جرير بن =