قلتُ: ثم ذكر الحافظ إسناد ابن راهويه إلى أبى وائل وفيه: "حُدِّثت أن أبا بكر .... " فكأنه يُعلُّه بذلك، وهو الصواب كما مضى. أما مطلق سماع أبى وائل من أبى بكر: ففيه اختلاف معروف. ١٠٣ - ضعيف: أخرجه المروزى في "مسند أبى بكر" [رقم ١٢٦]، من طريق المؤلف، والبيهقى في "دلائل النبوة" [٢/ رقم ٧٤٣]، من طريق ابن أبى زائدة - وهو يحيى - عن ابن أبى ليلى - وهو محمد الإمام - عن عبد الرحمن بن الأصبهانى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبى بكر به. قلتُ: وهذا إسناد واه وفيه علتان: الأولى: ضعف محمد بن أبى ليلى - ولد عبد الرحمن - وهو إمام فقيه حجة فى العلم والعبادة. لكنه سيئ الحفظ كثير الوهم. وقول الحافظ عنه: "صدوق سيئ الحفظ جدًّا" شططٌ في حق الرجل. الثانية: الانقطاع بين عبد الرحمن بن أبى ليلى وأبى بكر؛ فهو لم يسمع منه، كما قاله أبو زرعة الرازى على ما في "جامع التحصيل" [ص/ ٢٢٦]. وبهاتين العلتين: أعله الحافظ الهيثمى في "المجمع" [٤/ ٢٦٢] , فقال: "رواه أبو يعلى وفيه محمد بن أبى ليلى، وفيه كلام، وعبد الرحمن بن أبى ليلى لم يسمع من أبى بكر، وبقية رجاله ثقات". لكن يقول حسين أسد: "إسناده ضعيف لانقطاعه؛ عبد الرحمن بن أبى ليلى لم يسمع من أبى بكر". =