للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٤ - حدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا إسرائيل، عن أبى إسحاق، عن زيد بن يُثَيْعٍ، عن أبى بكرٍ الصديق، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه ببراءة إلى أهل مكة: لا يحج بعد العام مشركٌ، ولا يطوفَنَّ بالبيت عُريان، ولا يدخل الجنة إلا نفسٌ مسلمةٌ، ومن كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدة فأجله إلى مدته، والله برئ من المشركين ورسوله، قال: فسار بها ثلاثًا، ثم قال لعليٍّ: الحقه، فرد على أبا بكرٍ وبلغها، قال: ففعل، قال: فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر بكى، وقال: يا رسول الله، أحدث في شئٌ؟ قال، ثم قال: "مَا حَدَثَ فيكَ إلا خَيرٌ, إِلا أَنِّى أُمرْتُ بذَلك: أَنْ لا يُبَلِّغَ إِلا أَنا أو رَجُلٌ منِّي".


= قلت: وغفل عن العلَّة الأولى: محمد بن عبد الرحمن، وللحديث: شاهد في حديث أم معبد المشهور. وقد قال الحافظ البيهقى في "الدلائل" [٢/ ٣٥٣]، بعد أن ذكره: "قلت: وهذه القصة وإن كانت تنقص عما روينا في قصة أم معبد، ويزيد في بعضها فهى قريبة منها؛ ويشبه أن يكونا واحدة، وقد ذكر محمد بن إسحاق بن يسار من قصة أم معبد شيئًا يدل على أنها وهذه واحدة .. ".
١٠٤ - ضعيف: بهذا السياق: أخرجه أحمد [١/ ٣]، والمروزى في "مسند أبى بكر" [رقم/ ١٣٢]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤٢/ ٣٤٧]، وابن زنجويه في "الأموال" [٢/ رقم/ ٥٢٩]، وغيرهم، من طريق إسرائيل بن يونس عن أبى إسحاق السبيعى عن زيد بن يُثَيْع عن أبى بكر الصديق - وعند ابن زنجويه: لما نزلت براءة ... وذكره - به ...
قلتُ: وهذا إسناد معلول:
١ - زيد بن يثيع: انفرد عنه أبو إسحاق ولم يوثقه سوى ابن حبان والعجلى، وخُطتهما في توثيق النقلة مكشوفة للحذاق من النقاد، وقد ترجمه الذهبى في "الميزان" [٢/ ١٠٧]، قائلًا: "ما روى عنه سوى أبى إسحاق".
قلتُ: يشير إلى جهالته، وهكذا أشار في الكاشف بقوله "وثِّق" كذا بالبناء للمجهول، كأنه لا يعتد بهذا التوثيق، وهو الصواب عندى.
أما الحافظ فقد وثقه في التقريب، وله رأيه في ذلك.
٢ - أبو إسحاق إمام كبير، لكنه مشهور بالتدليس وقد عنعنه كما ترى، ثم هو قد اختلط أخيرًا - ونازع الذهبى في اختلاطه - وسماع إسرائيل منه إنما كان أخيرًا كما هو التحقيق، وجزم به الإمام =

<<  <  ج: ص:  >  >>