٢ - وأما الجهل بحال سلمة إن لم يكن أبا عبيدة، فإن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر شيخ مجهول كما قال الحافظ في "التقريب". بل قال عنه ابن حبان في "المجروحين" [١/ ٣٣٧]: "منكر الحديث" ثم قال: "وليس ممن يحتج به إذا وافق الثقات لإرساله الخبر، فكيف إذا انفرد؟! ". وقد جمع بينه أبو حاتم الرازى وولده وبين أخيه أبى عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، ولم يفرقا بينهما، لكن فرق بينهما أحمد والبخارى، ورجحه المزى في "التهذيب" [٣٤/ ٦٣]، وقال: "وهذا القول أشبه بالصواب من قول من جعلهما واحدًا" وهو كما قال. وأبو عبيدة صدوق معروف. ٣ - وأما ضعف عليّ بن زيد: فهذا لا جدال فيه، وهو عليّ بن زيد بن جدعان الفقيه الضعيف المشهور، وهو صاحب مناكير وغرائب. ٤ - وأما الاختلاف في إسناده: فقد رواه جماعة من أصحاب حماد بن سلمة كلهم قال: عن حماد عن عليّ بن زيد عن سلمة بن محمد بن عمار عن جده عمار بن ياسر به .... وخالفهم جميعًا: موسى بن إسماعيل التبوذكى، فرواه عن حماد فقال: عن عليّ بن زيد عن سلمة بن محمد عن أبيه عن عمار به ... هكذا أخرجه أبو داود [٥٤]، قال: (حدثنا موسى ابن إسماعيل وداود بن شبيب قالا: ثنا حماد عن علي بن زيد عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر قال موسى: عن أبيه، وقال داود: عن عمار بن ياسر ... ) ولا شك أن قول الجماعة أولى. بل هو المحفوظ. والحديث ضعفه النووى في "شرح سنن أبى داود" كما في "الفيض" [٢/ ٥٣٧]، وللحديث شواهد عن عائشة مرفوعًا نحوه، لكن فيه (إعفاء اللحية) بدل (الختان) وهو حديث منكر الإسناد كما يأتى شرح ذلك [برقم ٤٥١٧]. =