وعلى كل حال: فهذا إن ثبت عن أبى إسحاق: فهو يؤيد كونه لم يسمعه من صلة بن زفر، ثم أوقفنى بعض الفضلاء - جزاه الله خيرًا - على إسناد الحديث عند أبى سعيد الأشج في "جزء من حديثه" [ص ١٤٢/ رقم ٦٥/ طبعة دار المغنى]، فوجدته قال: "حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبى إسحاق قال: حُدِّثتُ عن صلة بن زفر العبسى قال: كنا عند عمار ... وذكره ... " فللَّه الحمد على توفيقه. لكن للحديث طريق آخر عن عمار به نحوه عند ابن أبى شيبة [٩٥٠٢] من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور عن ربعى بن حراش [وعند ابن أبى شيبة: (عن ربعى عن منصور)، وهو قلب بلا تردد، والتصويب من "فتح البارى" و"تغليق التعليق" للحافظ]، أن عمار بن ياسر وناسًا معه أتوهم بمسلوخة مشوية في اليوم الذي يشك فيه أنه رمضان أو ليس من رمضان، فاجتمعوا واعتزلهم رجل، فقال له عمار: تعال فكل، فقال: إنى صائم، فقال له عمار: إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فتعال فكل ... قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة على شرط الشيخين، لكن خولف عبد العزيز بن عبد الصمد في إسناده، خالفه الثورى، فرواه عن منصور فقال: عن ربعى عن رجل قال: كنا عند عمار ... وذكره نحوه ... ، هكذا أخرجه عبد الرزاق [٧٣١٨]، عن الثورى به ... قلتُ: رواية الثورى عندى هي الأرجح؛ لكونه من أوثق الناس في منصور إن لم يكن أوثقهم، وعبد العزيز إمام حافظ ثقة نبيل لا شك في ذلك. لكن الثورى مقدم عليه في كل شئ. قال الحافظ في "تغليق التعليق" [٣/ ١٤٢]: "وفى رواية الثورى دليل على أن ربعيّا لم يدرك هذه القصة، وإن كان الرجل المبهم في روايته هو (صلة بن زفر)، فهى متابعة قوية لحديث أبى إسحاق ... ". قلتُ: وللحديث شاهد عن أبى هريرة مرفوعًا نحوه بإسنادٍ واهٍ، وشاهد آخر عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا نحوه .. وقد اختلف في وصله وإرساله، والمرسل هو المحفوظ. فالله المستعان.