الأولى: سماك بن حرب صدوق صالح، لكنه اختلط قبل موته حتى صار يتلقَّن، وسماع المتقدمين منه مستقيم .. وإسرائيل ممن سمعوا منه بآخرة، كما أشار ابن المدينى. والثانية: ثروان بن ملحان شيخ مجهول الصفة، قال ابن المدينى: "لا نعلم أحدًا حدث عن ثروان غير سماك ... " لكن وثقه ابن حبان والعجلى، وتابعهما الهيثمى في "المجمع" [٧/ ٥٧٢]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٨/ ٢٣]. أما العجلى وابن حبان فهذا من تساهلهما المعروف. وقد شرحناه في "إرضاء الناقم"، وأما الهيثمى: فهو أتبع لابن حبان من ظله في توثيقه الأغمار والغائبين، وأما البوصيرى فحافظ ناقد، لكن فيه شئ من التساهل أيضًا، وهو أعلم بهذا الفن من الهيثمى. ١٦٥١ - ضعيف: أخرجه الترمذى [٣٠٦١]، والبزار [١٤١٩]، وابن عدى في "الكامل" [٣/ ٦٧]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤٧/ ٣٩٩]، وأبو الحسن الحربى في "الفوائد المنتقاة" [رقم ١١٨]، والطبرى في "تفسيره" [٥/ ١٣٢]، وابن أبى حاتم في "تفسيره" [رقم ٧٠٨٦]، وغيرهم، من طرق عن الحسن بن قزعة عن سفيان بن حبيب عن سعيد بن أبى عروبة عن خلاس بن عمرو عن عمار بن ياسر به ... قلتُ: هذا إسناد ضعيف لعنعنة قتادة، وقد خولف الحسن بن قزعة في رفعه، خالفه حميد بن مسعدة، فرواه عن سفيان بن حبيب بإسناده به موقوفًا على عمار. هكذا أخرجه الترمذى [عقب رقم ٣٠٦١] ثم قال: "وهذا أصح من حديث قزعة، ولا نعلم للحديث المرفوع أصلًا"، وقبل ذلك قال: "هذا حديث قد رواه أبو عاصم - يعنى النبيل - وغير واحد عن سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن خلاس عن عمار بن ياسر موقوفًا، ولا نعلمه مرفوعًا إلا من حديث الحسن بن قزعة". قلتُ: وابن قزعة شيخ صدوق، لكن خالفه حميد بن مسعدة فرواه موقوفًا كما مضى. =