الثانية: أن أبا لبيد هذا هو لمازة بن زبار البصرى، يقول عنه أحمد: "صالح الحديث" وأثنى عليه ثناءً حسنًا كما نقله حرب الكرمانى عنه في "مسائله" ووثقه ابن سعد وابن حبان والهيثمى وابن كثير وجماعة. والتحقيق: أنه شيخ زائغ هالك وليس علينا بعزيز، ومن أثنى عليه فلجهْله بما ينطوى عليه من فساد الاعتقاد ورداءة المذهب، وقد أخرج الحافظ الطبرى في "تاريخه" [٣/ ٦١]، بإسناد كالشمس عن الزبير بن الخريت عن لمازة بن زبار أنه سأله فقال له: "لمَ تسبُّ عليًّا؟! قال: ألا أسب رجلًا قتل منا ألفين وخمسمائة ... "؟! قلست: وانظر مثل هذا في "تاريخ ابن معين" [٤/ ٣٠١٢/ رواية الدورى]، و"ضعفاء العقيلى" [٤/ ١٨]، وتاريخ ابن عساكر [٥٠/ ٣٠٤]. ومثل هذا السافل لا ينبغى الرواية عنه أصلًا، ومن يطعن في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد سقط عندنا إلى الأبد وإن وثقه أهل الأرض؟ بل القول الفصل في هؤلاء: هو ما قال إمام الجرح والتعديل أبو زكريا يحيى بن معين في تليد بن سليمان المحاربى من "تاريخه" [٣/ ٥٤٦/ رواية الدورى]، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" إذ قال: "تليد كذاب؛ كان يشتم عثمان وكل من يشتم عثمان أو طلحة أو أحدًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - دجال لا يكتب عنه، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. قلت: وهذا هو عقْدنا نحن أهل الإيمان في كل من تُسوِّل له نفسه الشيطانية الطعن في أغمار الصحابة فضلًا عن مشاهيرهم، ولنا موقف مع جماعة من النقاد سلكوا دون هذا المسلك، وقد جمعنا رسالة في شرح ذلك، رددنا فيها على المُفْرِط والمفرِّط، ولم نأل جهدًا في اتباع الحق بدليله، مع اعترافنا بالعجز والتقصير. ١٠٧ - ضعيف: أخرجه ابن سعد في "الطبقات" [١/ ٤٣٦]، وسعيد بن منصور في "تفسيره" [٤/ ١١]، وأبو بكر بن أبى شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" [رقم/ ٣٧٢٧]، والمروزى في "مسند أبى بكر" [٣١]، والدارقطنى في "العلل" [١/ ٢٠٥]، وابن عساكر في "تاريخه" =