قلتُ: كذا قال، وهذه غفلة مكشوفة؛ لأن سنده عند البخارى في الموضع المشار إليه هكذا: (حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو بكر، عن سليمان، عن ابن أبى أوفى به ... ). قلتُ: أبو بكر هو ابن عياش، أما سليمان فهو أبو إسحاق الشيبانى الإمام المشهور. فكيف ذهل الأسد عن هذا؟! وقد ذكر المزى (أبا إسحاق الشيبانى) في شيوخ أبى بكر بن عياش من ترجمته في "التهذيب" [٣٣/ ١٣٠]، ورمز أمامه برمز (خ)، يعنى أن روايته عنه في "صحيح البخارى". أما رواية ابن عياش عن أبى إسحاق السبيعى فلم يخرجها أحد الشيخين، إنما هي عند أصحاب السننن وغيرهم. فانتبه يا رعاك الله! والثانية: هي عنعنة أبى إسحاق؛ فهو عريق في التدليس. ١٦٧٣ - حسن لغيره: دون الحمد والاستغفار: أخرجه أبو داود [٥٢١١]، والبيهقى في "الشعب" [٦/ رقم ٨٩٥٦]، وفى "سننه" [١٣٣٤٧]، وابن أبى الدنيا في "الإخوان" [رقم ١١٢]، والمزى في "تهذيبه" [١٠/ ٨٠]، والبخارى في "تاريخه" [٣/ ٣٩٦]، وابن عبد البر في "التمهيد" [٢١/ ١٤]، والدولابى في "الكنى" [رقم ٦٢٨]، وغيرهم من طرق عن هشيم عن أبى بلج الفزارى عن زيد بن أبى الشعثاء عن البراء به مرفوعًا ... قلتُ: هكذا رواه جماعة عن هشيم بإسناده مرفوعًا. وخالفه محمد بن الصباح الدولابى، فرواه هشيم بإسناده به إلا أنه لم يرفعه، بل وقفه على البراء من قوله. هكذا أخرجه الرويانى في "مسنده" [رقم ٤١٨]، بإسناد صحيح إليه. وأخشى أن يكون ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سقط من المطبوع، فإن كان ثابتًا: فقد توبع هشيم على الوجه المرفوع: تابعه أبو عوانة عند البخارى في "تاريخه" [٣/ ٣٩٦]، ولم يسق لفظه وساق لفظه في "الكنى" [١٧٤]،=