قلتُ: والفزارى شيخ السنة، وقامع البدع، الحافظ الإمام الثقة الرضى، القدوة في كل شئ. نحسبه كذلك ولا نزكى على الله أحدًا، نعم ليس هو في قوة مالك والليث والثورى وأضرابهم. ولقد آذى الكوثرى نفسه بكلامه في هذا الإمام، وتمام الرد عليه تجده في "المحارب الكفيل". وأبو إسحاق الشيبانى يقول عنه حسين الأسد في تعليقه: "هو إبراهيم بن محمد بن الحارث". قلتُ: وهكذا تزيغ الأبصار، بل إبراهيم بن محمد هو أبو إسحاق الفزارى، أما الشيبانى فهو سليمان بن أبى سليمان، فحذار الخلط بين الإمامين. وقد توبع عليه الشيبانى بنحوه: تابعه أبو إسحاق السبيعى كما يأتى عند المؤلف [برقم ١٦٩٧]. ١٦٧٧ - صحيح: أخرجه ابن حبان في "الثقات" [٥/ ٢٧٩]- وعنده سقط في سنده - وأحمد [٤/ ٢٩٢]، وابن أبى شيبة [٧١٤٩]، وغيرهم من طرق عن هشيم عن العوام بن حوشب عن عزرة بن الحارث الشيبانى عن البراء به ... قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات. رجاله كلهم ثقات سوى عزرة بن الحارث، فلم أر أحدًا ذكره سوى ابن حبان في "الثقات" وأخرج له هذا الحديث، وتوثيقه لهذه الطبقة معروف، وقد تصحف اسمه عند أحمد إلى: (عروة) هكذا ودون أن ينسبه. ثم وجدت الحافظ قد ترجمه في "الإصابة" [٤/ ٤٩٧]، فقال: "ذكره الطبرى في "الصحابة" من طريق العوام بن حوشب عن عزرة بن الحارث قال: كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - ... " وذكر الحديث بنحوه ... هكذا وقع عنده الحديث من (مسند عزرة بن الحارث) فإما أن يكون اسم (البراء) قد سقط من نسخة الحافظ من كتاب "الصحابة" للطبرى، أو يكون ذلك اختلافًا على العوام في سنده، والأول عندى أقرب، وهو آفة تلك الطريق، وهشيم قد صرح بالسماع عند ابن أبى شيبة وابن حبان، لكن يشهد للحديث ما قبله. وفى رواية له عند البخارى [٧١٤]: (عن البراء - وكان غير كذوب - أنهم كانوا إذا صلوا مع=