للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٨٩ - حدّثنا إسحاق، حدّثنا وكيع، حدّثنا ابن أبى ليلى، عن الحكم وعيسى، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن البراء، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه، ثم لا يرفع حتى ينصرف.


= قلتُ: هذا إسناد منكر، ويزيد هو الكوفى القرشى، كان صدوقًا عالما ذا فهم، لكنه لما كبر شاخ واختل حفظه حتى صار يتلقَّن، فتكلم فيه النقاد لذلك، وفى رواياته مناكير لا بأس بها، مع اضطراب وتخليطٍ في المتون والأسانيد ما شئت، وسيأتى برهان ذلك.
وقد ظنه ابن الجوزى: (يزيد بن أبى زياد الدمشقى) فراح يشنِّع عليه بقول أبى حاتم عن الدمشقى: "كل أحاديثه موضوعة" ولكن عزاؤنا في ابن الجوزى أن صنيعه هذا ليس بأول قارورة كسِرتْ.
وقد ناقشَه الحافظ في وضع الحديث "بالقول المسدد" [ص ٤٠]، وأصاب بعضًا وأخطأ في بعض.
• وقد اضطرب يزيد بن أبى زياد في سنده على ثلاثة ألوان:
١ - فتارة يجعله من (مسند البراء) كما مضى.
٢ - وتارة يجعله من (مسند ابن عباس) كما أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" [ص ٣٦٤]، وابن مروديه في "تفسيره" كما في "القول المسدد" [ص ٤٠]، والدر المنثور [٦/ ٥٧٩]، والإسناد صحيح إليه.
٣ - وتارة - وهى ثالثة الأثافى - يرويه عن ابن ليلى به مرسلًا.
هكذا أخرجه أبو سعيد الجندى في "فضائل المدينة" [٢١١]، وعبد الرزاق [١٧١٦٨]، وابن شبة في "أخبار المدينة" [١/ ١٦٤]، من طريقين صحيحين إليه، ومتن الحديث به نكارة كما جزم به الشوكانى في "الفوائد المجموعة" [ص ١١٧].
١٦٨٩ - صحيح: دون قوله: (ثم لا يرفع حتى ينصرف): أخرجه أبو داود [٧٥٢]، وابن أبى شيبة [٢٤٤٠]، والرويانى في "مسنده" [رقم ٣٤٦]، والبخارى في "جزء رفع اليدين" [رقم ٣٤]، - وعنده معلقًا - وأحمد في "العلل" [١/ ٣٦٨]، رواية عبد الله. وغيرهم، من طريق وكيع بن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن الحكم وعيسى - وعند الرويانى: عن عيسى وحده - عن ابن أبى ليلى عن البراء به ...
قلتُ: هذا إسناد ليس له وجود إلا في مخيلة محمد بن عبد الرحمن وحده، والحديث حديث يزيد بن أبى زياد الكوفى كما مضى الكلام عليه [برقم ١٦٥٨]. =

<<  <  ج: ص:  >  >>