وقد ظنه ابن الجوزى: (يزيد بن أبى زياد الدمشقى) فراح يشنِّع عليه بقول أبى حاتم عن الدمشقى: "كل أحاديثه موضوعة" ولكن عزاؤنا في ابن الجوزى أن صنيعه هذا ليس بأول قارورة كسِرتْ. وقد ناقشَه الحافظ في وضع الحديث "بالقول المسدد" [ص ٤٠]، وأصاب بعضًا وأخطأ في بعض. • وقد اضطرب يزيد بن أبى زياد في سنده على ثلاثة ألوان: ١ - فتارة يجعله من (مسند البراء) كما مضى. ٢ - وتارة يجعله من (مسند ابن عباس) كما أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" [ص ٣٦٤]، وابن مروديه في "تفسيره" كما في "القول المسدد" [ص ٤٠]، والدر المنثور [٦/ ٥٧٩]، والإسناد صحيح إليه. ٣ - وتارة - وهى ثالثة الأثافى - يرويه عن ابن ليلى به مرسلًا. هكذا أخرجه أبو سعيد الجندى في "فضائل المدينة" [٢١١]، وعبد الرزاق [١٧١٦٨]، وابن شبة في "أخبار المدينة" [١/ ١٦٤]، من طريقين صحيحين إليه، ومتن الحديث به نكارة كما جزم به الشوكانى في "الفوائد المجموعة" [ص ١١٧]. ١٦٨٩ - صحيح: دون قوله: (ثم لا يرفع حتى ينصرف): أخرجه أبو داود [٧٥٢]، وابن أبى شيبة [٢٤٤٠]، والرويانى في "مسنده" [رقم ٣٤٦]، والبخارى في "جزء رفع اليدين" [رقم ٣٤]، - وعنده معلقًا - وأحمد في "العلل" [١/ ٣٦٨]، رواية عبد الله. وغيرهم، من طريق وكيع بن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن الحكم وعيسى - وعند الرويانى: عن عيسى وحده - عن ابن أبى ليلى عن البراء به ... قلتُ: هذا إسناد ليس له وجود إلا في مخيلة محمد بن عبد الرحمن وحده، والحديث حديث يزيد بن أبى زياد الكوفى كما مضى الكلام عليه [برقم ١٦٥٨]. =