قلتُ: وخلاصة هذا: أن هذا الطريق غير محفوظ ولا مسطور، بل ولم يسمعه ابن أبى ليلى من الحكم وأخيه عيسى قط، بل يرويه ابن أبى ليلى عن يزيد عن أبى زياد - الذي انفرد به - عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن البراء به ... وهكذا رواه عنه على بن عاصم عند الدارقطنى في "سننه" [١/ ٢٩٤]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق" [١/ ٣٣٣٥]، وهذا هو الصواب. وقد رآه ابن نمير في كتاب ابن أبى ليلى هكذا، فلما ترك ابن أبى ليلى كتابه، وحدث به من حفظه - وهو سيئ الحفظ - أتى بهذا الطريق (عن الحكم وعيسى عن ابن أبى ليلى عن البراء به ... ) ولا يدرى أحد كيف أتى به ابن أبى ليلى على هذا النحو: (الحكم وعيسى) إلا أن تكون الأرض قد أخرجته له من فلذات أكبادها، وهذا تخليط شديد، ومعذور الحافظ في قوله عنه بـ "التقريب" (صدوق سيئ الحفظ جدًّا) ولم يقل تلك العبارة في أحد من رواة "التهذيب" سواه. وعلى كل حال: فالحديث صحيح ثابت دون تلك الزيادة: (ثم لا يرفع حتى ينصرف)، وراجع الكلام حولها في الحديث الماضى [برقم ١٦٥٨]، والله المستعان. ١٦٩٠ - صحيح: دون قوله: (ثم لا يعود) مضى الكلام عليه [برقم ١٦٥٨]. ١٦٩١ - صحيح: دون قوله: (ثم لم يعد) انظر [رقم ١٦٥٨].