قلتُ: وهذا كله وهْم مضاعف، مبنى على تصحيف لطيف وقع في إسناد الهروى من نسخة الإمام، وعقبة بن مسلم ليس له في الحديث ناقة ولا بعير، ولا فتيل ولا قطمير، فضلًا عن كونه لا تُعرف له رواية عن أبى قبيل. والتنبيه الثاني: أن (أحمد) شيخ أبى يعلى في هذا الحديث: هو أحمد بن إبراهيم الدورقى الثقة الحافظ المشهور، وبهذا جزم حسين الأسد في تعليقه، لكن تعقبه المعلِّق على "جامع بيان العلم وفضله" لابن عبد البر [٢/ ١٢٠٠]، قائلًا: "ملحوظة: أخرج أبو يعلى هذا الحديث من طريق أحمد، عن أبى عبد الرحمن عن ابن لهيعة به ... فظن المحقق - يعنى حسين الأسد - أنه أحمد الدورقى، وليس كذلك، وإنما هو ابن حنبل، وقد أخرجه في "مسنده" [٤/ ١٥٥] من هذا الوجه ... ". قلتُ: وهذه غفلة من هذا المتكلم، وأبو يعلى وإن أدرك أحمد بن حنبل وسمع من أقرانه وبعض مشايخه، إلا أنى لم أر أحدًا ممن ترجم لأبى يعلى قد ذكر ابن حنبل في (شيوخه)، بل ولا أعلم حديثًا واحدًا قد رواه عنه، وقد فتشتُ في "مسنده" الذي أعمل فيه، وكذا في "فوائده" وفى "المفاريد" حتى في "معجم شيوخه" فلم أجد شيئًا من ذلك، ولو وُجِدَ، فهو عزيز الراوية عنه جدًّا، وسواءٌ روى عنه أو لم يرو، فشيخه في هذا الحديث هو أحمد بن إبراهيم الدورقى بلا كلام. والمؤلف مكثر عنه في كتبه وتواليفه. وهو وإن لم ينسبه في هذا الحديث حيث قال: "حدثنا أحمد .. " فقد نسبه في الحديث الماضى قبله [رقم ١٧٤٥]، فقال: "حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقى" وهذا مع وضوحه، إلا أن البعض مغرم بالانتقاد المنقلب إليه. ١٧٤٧ - صحيح: أخرجه أحمد [٤/ ١٥٧، ١٥٩]، والطبراني في "الكبير" [١٧/ رقم ٨٤٢]، وابن المبارك في "الزهد" [رقم ٤١٠]، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" [٢/ ٢٢٩]، =