قلتُ: ومداره على ابن لهيعة. قال ابن عدى: "وهذا الحديث لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة. .". قلتُ: وهو آفته، وبه أعله الحافظ في "فتاويه" كما نقله عنه السخاوى في "المقاصد" [ص ٦٨]. وقد اضطرب فيه ابن لهيعة كما ذكرناه في تخريجنا لـ"ذم الهوى" لابن الجوزى [١/ رقم ١٣٦]، وأزيد هنا: أن أبا حاتم الرازى قد أعله بالوقف كما في "العلل" [رقم ١٨٤٣]. وقد جوده الإمام في "الصحيحة" [٦/ ٨٢٤]، على عادته في تصحيح ابن لهيعة إذا روى عنه أحد العبادلة أو قتيبة بن سعيد، وهذا فهْم مغلوط لكلام متقدمى النقاد في رواية المتقدمين عن ابن لهيعة كما شرحناه في "فيض السماء" وسبقنا إليه الباحث الناقد: طارق عوض الله في رسالته الجيدة "النقد البنَّاء" فلتراجع. نعم: للحديث شاهد عن أبى هريرة مرفوعًا مثله ... أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" [ص ٢١٨]، من طريق عليّ بن محمد الطنافسى عن وكيع عن الثورى عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به .... قلتُ: وهذا إسناد كوفى عجيب جدًّا، نظْم سنده كسلاسل الذهب، لكن الطريق إلى الطنافسى أغرب من عنقاء مُغْرب، وفيه انقطاع أيضًا، فاغسل يديك منه.