قلتُ: هذا إسناد ضعيف معلول، وفيه علتان: الأولى: الانقطاع بين عمرو وعقبة، فقد جزم الدارمى والعقيلى والمزى وغيرهم أن عمر لم يلق عقبة بن عامر، وكذا قاله الذهبى في "سير النبلاء" [٥/ ١١٤]. فإن قيل: قد وقع عند الباغندى في "مسند عمر" [رقم ٢]، تصريح عمر من عقبة بالسماع!. قلتُ: هذا من أوهام صالح بن محمد بن زائدة، وهو العلة الثانية. والثانية: صالح بن محمد شيخ زاهد متأله صاحب ليل وعبادة، لكن لم تكن الرواية من شأنه، فلما استخار الله وحدَّث، وقعت صنوف الآفات في حديثه، وقد وصف حاله ابن حبان وصفًا دقيقًا فقال في "المجروحين" [١/ ٣٦٧]: "كان ممن يقلب الأخبار والأسانيد ولا يعلم، ويسند المراسيل ولا يفهم، فلما كثر ذلك من حديثه وفحش، استحق الترك، ... " ثم أسند تضعييفه إلى ابن معين، وأسند إلى البخارى قوله عنه: "لا شئ" وأسند إلى سليمان بن حرب قوله: "تركنا حديث صالح منذ حين". قلتُ: وقال البخارى في "تاريخه": "منكر الحديث" وضعفه سائر النقاد، وشذ أحمد فمشاه، كما مشَّى عامر بن صالح، وسعيد بن محمد الوارق، وأحمد بن مجاهد الكابلى وغيرهم. وقد اضطرب صالح في إسناده أيضًا، فعاد ورواه عن عمر بن عبد العزيز فقال: عن أبيه عن عقبة بن عامر به ... ، فزاد فيه (عن أبيه) وجوَّده. هكذا أخرجه الحاكم [٢/ ٩٥]، والعقيلى في "الضعفاء" [٤/ ٣٩٤]، وابن عساكر في =