الأول: أن سعيد بن كثير بن عفير قد خولف في الإسناد الماضى، خالفه: عبد الله بن وهب، وسعيد بن أبى مريم، كلاهما روياه عن يحيى بن أيوب فقا لا: عن عبد الرحمن بن حرملة به ... وهكذا توبع عليه يحيى بن أيوب: تابعه ابن أبى حازم وابن عياش ووهيب بن خالد وعليّ بن عاصم وغيرهم، كلهم رووه فقالوا: عن عبد الرحمن بن حرملة به ... وهذا هو المحفوظ. والثانى: أن سعيد بن كثير وإن كان ثقة عالمًا إلا أن أبا حاتم الرازى قال: "لم يكن بالثبت، كان يقرأ من كتب الناس". فالأشبه: أن (عبد الرحمن بن حرملة) قد انقنب عليه، فصار (حرملة بن عمران) ويؤيده: الثالث: أن حرملة بن عمران من المقلين في الرواية عن أبى على الهمدانى، بل لم أقف له على رواية عنه الآن. والرابع: أننا لو تسامحنا بقبول رواية سعيد بن كثير الماضية، لقلنا بأن ليحيى بن أيوب في هذا الحديث شيخين: (عبد الرحمن بن حرملة) و (حرملة بن عمران) ولا يلزم من تصحيح رواية سعيد بن كثير: توهيم رواية مَنْ رواه عن (عبد الرحمن بن حرملة)، لاسيما وهم الجماعة. وقولهم المقبول بلا شك. والخامس: وهو الحجة الدامغة: أنه قد وقع تصريح عبد الرحمن بن حرملة بسماعه هذا الحديث من أبى على الهمدانى عند الفسوى، ومن طريقه البيهقى، والطبراني، وغيرهم، من طريق سعيد بن أبى مريم عن يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة حدثنى أبو على الهمدانى. والسادس: أنى لم أجد رواية - الآن - ليحيى بن أيوب عن (حرملة بن عمران)، وهما أقران. وكل هذا يؤيد أن شيخ يحيى بن أيوب في هذا الحديث هو (عبد الرحمن بن حرملة) الذي انقلب على سعيد بن كثير بن عفيرب (حرملة بن عمران). وقد توبع عليه عبد الرحمن بن حرملة: تابعه عبد الله بن عامر الأسلمى عليه بنحوه دون جملة (إصابة الوقت). أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٧/ رقم ٩٠٧، ٩٠٨]، من طريقين صحيحين عن عبد الله بن عامر عن أبى على الهمدانى عن عقبه به ... =