قلتُ: وهذا متابعة لا يفرح بها أصلًا، والحكم قد حكموا عليه بالسقوط فسقط، قال أبو حاتم: "هو متروك الحديث، منكر الحديث" ونحوه قال أبو زرعة والبخارى. ٢ - وتابعه أيضًا ابن لهيعة ولحسن بن ثوبان - وقرن معهما عمرو بن الحارث أيضًا - كلاهما مثل اللفظ الماضى وزادا: (وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته ... ). هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [١٧/ رقم ٧٨٨]، من طريق يحيى بن عثمان بن صالح عن سعيد بن أبى مريم عن رشدين بن سعد عن ابن لهيعة والحسن بن ثوبان وعمرو بن الحارث ثلاثتهم به. قلتُ: وهذه متابعة فاشلة، يحيى بن عثمان قد تكلموا فيه، ورشدين ليس من فرسان الرواية مع زهده وصلاحه، وقد كان سمى الحفظ مع تخليط شديد، وهذا الطريق بمتنه الماضى عند البيهقى في "الشعب" [٣/ رقم ٣٣٤٧]. ولكن وقع سنده هكذا: (حدثنا يحيى حدثنى بن عثمان بن صالح حدثنا أبو صالح كاتب الليث عن لهيعة ورشدين بن سعد، عن الحسن بن ثوبان وعمرو بن الحارث عن يزيد بن أبى حبيب). قلتُ: وفيه تخليط لا يخفى، والحديث من هذا الطريق: أعله الهيثمى في "المجمع" [٣/ ٢٨٦، بابن لهيعة، وسبقه المنذرى إلى هذا في "الترغيب" [٢/ ١٠]، وتابعهما المعلق على "كبير الطبراني" وهو غفلة منهم جميعًا، وقد ردَّ عليهم الإمام ذلك في "الضعيفة" [٧/ ٢١]. • وبالجملة: فالحديث صحيح دون ذلك اللفظ الماضى في طريق عمرو بن الحارث ومن معه: (إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور) فتلك جملة ساقطة الإسناد. ١٧ - قوى: أخرجه النسائي [٢٢٥٤]، والطبراني في "الكبير" [١٧/ رقم ٩٢٧]، وفى "مسند الشامين" [٢/ ٨٩٦]، وابن أبى عاصم في "الجهاد" [٢/ ١٦٩]، وابن عساكر في "تاريخه" [٤٩/ ١٠٢]، وغيرهم، من طريق محمد بن شعيب عن يحيى بن الحارث الذمارى عن القاسم أبى عبد الرحمن الشامى عن عقبة به ... =