وتابعه أيضًا - ولكن مختصرًا - المفضل بن يونس عند الشجرى في "الأمالى" [ص ٤٦٦]، ومحمد بن معاوية النيسابورى عند ابن العديم في "بغية الطلب" [١/ ٢٢٦]، وطريق العجلى أخرجه أبو حاتم الرازى أيضًا كما في "العلل" [رقم ١٨٧٨]، وغيرهم، كلهم من طريق الوليد بن بكير عن عبد الله بن محمد العدوى عن علي بن زيد عن ابن المسيب عن جابر به ... قلتُ: وهذا إسناد ساقط جدًّا، العدوى شيخ هالك، قال الدارقطنى وأبو حاتم والبخارى: "منكر الحديث" وقال وكيع: "يضع الحديث"، وأسقطه سائر النقاد فسقط إلى الأبد. وعن حديثه هذا يقول ابن عبد البر: (جماعة أهل العلم بالحديث يقولون: إن هذا الحديث من وضع عبد الله بن محمد العدوى، وهو عندهم موسوم بالكذب)، وقال أبو حاتم كما في "العلل": "هذا حديث منكر". وأيضًا: فالوليد بن بكير يقول عنه الدارقطنى "متروك الحديث". وقد تلوَّن فيه هذا العدوى الهالك، فعاد ورواه فقال: سمعت عمر بن عبد العزيز على المنبر يقول: حدثنا عبادة بن عبد الله عن طلحة بن عبيد الله به ... مرفوعًا نحوه .... هكذا أخرجه الباغندى في "مسند عمر" [ص ١٢]، وأبو طاهر الأنبارى في "المشيخة" [ق / ١٦٤١]، والضياء المقدسى في "المختارة" [١٠/ ١٠٣/ ٢]، كما في "الإرواء" [٣/ ٥٢]. وهو غير مصدَّق في عمر بن عبد العزيز أصلًا وللحديث طرق أخرى عن عليّ بن زيد عن ابن المسيب عن جابر به، .. لكنها طرق تالفة، انظر بعضها في "الإرواء" [٣/ ٥٢، ٥٣]. وقد اختلف فيه على ابن المسيب أيضًا كما تراه في "علل الدارقطنى" [٩/ ٢٠٩]، واللون الثالث لاضطراب فضيل بن مرزوق في "سنده"، هو أنه رواه مرة أخرى فقال: عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى به .. نحو شطره الأوسط ... هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط". وراجع الكلام عليه في "الإرواء" [٣/ ٥٣]، وهذا الحديث لو بُسط المقال في تخريجه وطرقه وشواهده وغربلة كل ذلك، لجاد في جزء مفرد، لكن يكفى الإشارة إلى ذلك في هذا المقام.