قلتُ: هذا حديث منكر متنًا وسندًا، أقذع أحمد العبارة في عثمان بن أبى شيبة من أجله، قال الحافظ ابن كثير في "البداية" [٢/ ٢٨٨]، بعد أن ذكره: "هو حديث أنكره غير واحد من الأئمة على عثمان بن أبى شيبة، .. " وقد سأل عبد الله ابن الإمام أحمد أباه عن هذا الحديث - مع جملة أخرى من غرائب عثمان بن أبى شيبة - كما في "العلل" [١/ ٥٥٩]، فقال له أحمد: "هذه أحاديث موضوعة، أو كأنها موضوعة، كان أخوه - يعنى أخاه عبد الله أبا بكر - لا يُنَطَف - يعنى يُدنِّس - نفسه بشئ من هذه الأحاديث، نسأل الله السلامة في الدين والدنيا، نراه يتوهم هذه الأحاديث، نسأل الله السلامة، اللَّهم سلِّم سلِّم". وقد كشف جماعة عن علة هذا الطريق، فقال عبد الله بن أحمد في "العلل" [٣/ ٢٦٤/ رقم ٥١٦٧]، بعد أن ذكر إنكار أبيه له: "والحديث حدثناه عثمان عن جرير عن سفيان، وإنما كان يحدث به جرير عن سفيان عن عبد الله بن جرير [كذا في الأصل، والصواب: "عن سفيان بن عبد الله بن حدير] بن زياد القمى مرسلًا ... ". قلتُ: فظهر من هذا أنه ثمَّ مَنْ حدث به عن جرير على هذا الوجه المرسل. وأنه هو أصل الطريق الماضى، وهذا ما جزم به الدارقطنى كما نقله عنه ابن الجوزى في "المتناهية" [١/ ١٧٣]، فقال:=