للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= لكن زيادًا هذا فيه كلام، ومن هذا الطريق أخرجه البيهقى في "الشعب" [٦/ رقم ٨٩٦٨]، لكنه قال فيه: (فقبل شفتيه) ثم زاد: (لا أدرى بأيهما كان أشد فرحًا؟! بقدوم جعفر أو بفتح خيبر) والصواب عن مجالد هو ما رواه عنه إسماعيل بن مجالد - ابنه - إسنادًا ومتنًا.
ثم رأيت أسد بن عمرو قد رواه عن مجالد فقال: عن الشعبى عن عبد الله بن جعفر عن أبيه جعفر قال: (لما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - من عند النجاشى تلقانى فاعتنقنى).
هكذا أخرجه الطحاوى في "شرح المعانى" [٤/ ٢٨١]، فجعله من (مسند جعفر)، لكن أسدًا متكلم فيه أيضًا، ويشبه أن يكون هذا الاضطراب من مجالد نفسه.
والثالثة: أنه معلول بالإرسال، فقد خولف مجالد في وصله، خالفه الأجلح الكندى، فرواه عن الشعبى به مرسلًا نحوه ... وفيه (فقبل ما بين عينيه وضمه إليه) وفى رواية: (واعتنقه) هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات" [٤/ ٣٤]، و [٤/ ٣٥]، وابن أبى شيبة [٢٥٧٢٩]، وعنه أبو داود [٥٢٢٠]، والبيهقى في "سننه" [١٣٣٥٨]، زاد البيهقى: (وقال: ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحًا: فتح خيبر أو قدوم جعفر؟!).
لكن الأجلح ضعيف على التحقيق، وقد اضطرب فيه أيضًا، فعاد ورواه عن الشعبى فقال: عن جابر به ... مثل لفظ البيهقى الماضى دون التقبيل أو المعانقة، هكذا أخرجه الحاكم [٢/ ٦٨١]، والبيهقى في "الدلائل" [رقم ١٥٩٨]، وسند الحاكم صحيح إليه، فالاضطراب منه ولا بد.
والمحفوظ في هذا الحديث إنما هو عن الشعبى به مرسلًا، هكذا رواه إسماعيل بن أبى خالد وزكريا بن أبى زائدة كلاهما عن الشعبى به ...
أخرجه الحاكم [٣/ ٢٣٣]، بسندٍ صحيح إليهما. ولفظه مثل لفظ البيهقى الماضى، وفيه (فقبل جبهته). لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة نحوه ... أصحها حديث أبى جحيفة بلفظ: (لما قدم جعفر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أرض الحبشة: قبَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بين عينيه ثم قال: ما أدرى أنا بقدوم جعفر أسر أو بفتح خيبر؟!) هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [٢٢/ رقم ٢٤٤] بسند صحيح، وهو عنده أيضًا في "الصغير" [١/ رقم ٣٠]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [١/ رقم ٣٦٤]، وعنده دون قوله: (ما أدرى ... إلخ).
ومثله أخرجه الخطيب في "تاريخه" [١١/ ٢٩٢]، وراجع شواهده في "نصب الراية" [٤/ ٣٢٣]، و"التلخيص" [٤/ ٩٦]، و"الصحيحة" [٦/ ٣٣٢]، واللَّه المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>