قلتُ: وهذه متابعة تالفة، وابن حميد ليس بشئ وإن كان حافظًا، ثم جاء طلحة بن زيد الرقى ورواه عن ثور بإسناده به مثل رواية إبراهيم بن حميد، لكنه قال: (والحواجب) بدل قوله: (والرؤوس والإشارة) هكذا أخرجه البيهقى في "الشعب" [٦/ رقم ٨٩١١]، بإسناد حسن إليه، قال البيهقى عقبه: "هذا إسناد ضعيف بمرة، فإن طلحة بن زيد الرقى متروك الحديث متهم بالوضع، وعثمان بن عبد الرحمن - هو الراوى عن طلحة - ضعيف". قلتُ: أما طلحة فهو كما قال وزيادة، أما عثمان فصدوق صالح، لكنه كان يكثر من الراوية عن الضعفاء والمجاهيل؛ فتكلم فيه جماعة لذلك، مثله كمثل بقية بن الوليد تمامًا. وبالجملة: فالعمدة في هذا الحديث: إنما هو على رواية إبراهيم بن حميد التى عند النسائي في (الكبرى) وفى اليوم والليلة أيضًا [رقم ٣٤٠]، وقد جود سنده الحافظ في "الفتح" [١١/ ١٩]، وهو كما قال لولا أن أبا الزبير لم يَجْهر بـ (حدثنا) ولا قال: (أخبرنا) فكيف لنا قبول حديثه؟!. نعم له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عن الترمذى [٢٦٩٥]، وجماعة. وهو مع ضعفه معلول بالوقف، وراجع "الصحيحة" [٤/ ٣٨٨]، و [٥/ ٢٢٧]، للإمام. ١٨٧٦ - صحيح: أخرجه الآجرى في "الشريعة" [رقم ١٦٦٨]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه" [١/ رقم ٣٦٤]، من طريق إسماعيل بن مجالد عن أبيه مجالد عن الشعبى عن جابر به .... قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، وفيه علل: الأولى: إسماعيل بن مجالد مختلف فيه، وهو وسط إن شاء الله. لكن يقول ابن عدى: "عنده عن أبيه غرائب" كما في ترجمة عمر بن إسماعيل عن مجالد من "الكامل" [٥/ ٦٧]. والثانية: مجالد بن سعيد ضعيف سيئ الحفظ، وينفرد كثيرًا عن الشعبى بما لا يُطاق، وقد خولف إسماعيل بن مجالد في سنده، خالفه زياد بن عبد الله البكائى، فرواه عن مجالد عن الشعبى عن عبد الله بن جعفر به نحوه ... وفيه (فقبله) بدل (عانقه)، فجعله من (مسند عبد الله بن جعفر) هكذا أخرجه البيهقى في "سننه" [١٣٣٥٩]، بإسناد قوى إلى زياد به ... =