للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى أبى زرعة، ورجاله كلهم معرفون، محمد بن عبد الواحد هو أبو الحسن المعروف بابن زوج الحرة، ترجمه الخطيب في "تاريخه" [٢/ ٣٦١]، ثم قال: "كتبنا عنه، وكان صدوقًا" وكان يعرف بالأصغر تمييزًا له من سمِّيه محمد بن عبد الواحد أبى الفرج الدارمى. وكلاهما من شيوخ الخطيب.
وأبو العباس أحمد بن الحسين حافظ ثقة مشهور، ومحمد بن قارن ترجمه الذهبى في "تاريخه" [وفيات سنة ٣٢٩]، وقال: "سمع أبا زرعة والمنذر بن شاذان و ... وله تصانيف".
قلتُ: وحدث عنه أبو زرعة الإستراباذى الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ وجماعة من الكبار. ولم يغمزه أحد بشئ فيما أعلم؛ فالإسناد مستقيم إن شاء الله، لكن أيش هذا؟!
فهذه ثلاثة ألوان من الاختلاف في سنده على عثمان بن أبى شيبة، فتارة يرويه عنه جماعة على الوجه الأول: (عن جرير عن الثورى عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به ... ) وتارة يرويه عنه أبو يعلى - وقد روى عنه الوجه الأول أيضًا - فيقول: (عن جرير عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير به مرسلًا ... ) وهذا الوجه هو الذي صوَّبه جماعة من النقاد كما مضى، وتارة يرويه عنه أبو زرعة فيقول: (عن جرير عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير عن ابن عقيل عن جابر به ... ) وهذا الوجه هو الذي صوَّبه الخطيب في "تاريخه" فقال: "وعندى أن هذا الوجه أشبه بالصواب".
ثم جاء العلامة المعلمى اليمانى واستظهر لونًا رابعًا من وجوه الاختلاف في هذا الحديث، فقال في تعليقه على "تاريخ البخارى" [٤/ ٩٥]: "بن جابر، فتحرفت على عثمان كلمة (بن) الأولى فصارت: (عن) فصار: سفيان عن عبد الله بن محمد، فظن عثمان أن سفيان هو الثورى؛ لأن جريرًا إذا روى عن سفيان وأطلق فهو الثورى، وظن أن عبد الله بن محمد هو ابن عقيل؛ لأنه المشهور بعبد الله بن محمد في شيوخ الثورى، فإذا صح هذا، فجابر إن كان هو الصحابى، فلا أرى سفيان هذا أدركه؛ فالظاهر أنه منقطع، وإن كان غيره كجابر الجعفى، فالانقطاع محقق؛ والجعفى مُتكَلَّمٌ فيه ... ".
قلتُ: وهذا على وجاهته إلا أنه ضرب من التخرُّص أيضًا، ويبعده أنه لم يرد في شئ من بطون الدفاتر التى وقفنا عليها، ولا رجحه - فضلًا عن أن يذكره - أحد من نقاد الصنعة المتقدمين، بل أكثرهم صوَّب الوجه المرسل كما مضى، وبعضهم رجَّح الوجه الثالث. =

<<  <  ج: ص:  >  >>