قلتُ: ويبدو أن في العبارة سقطًا أو تصحيفًا. والحديث: ضعَّف سنده ابن المدينى والترمذى كما مضى. وقال المناوى في "الفتح السماوى" [١/ ٤٠٩]: "وهو حَديث ضَعِيف". وقد تعقبه أبو الفيض الغمارى في كتابه: "المداوى" [٥/ ٤٣٠ - ٤٣١]، بما هو تشنيع محض قد عُجِنَ قلبه به في كل مرة، ولم يدر أن السهم قد يرتد إلى راميه! وأن من حافر بئرًا لأخيه أوشك أن يقع فيه. فكثيرًا ما كان ينكر على المناوى الخطأ ثم يأتيه، ويأخذه بالطعن في الأئمة ثم هو مرارا يبغى ذلك المسلك ويَجْنِيه، ولو شرعنا في تعقبه في كل خطوة من انتقاده ربما جاءت سطور التعقبات زُهاء نصف كتابه: "المداوى"، دون مبالغة ولا تهوُّر. وللحديث: شاهد بلفظه عن ابن عباس مرفوعًا. أخرجه الطبراني في "الدعاء" [رقم/ ١٧٩٧]، قال: حدّثنا محمد بن الفضل السقطى ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو شيبة عن ابن أبى مليكة عن ابن عباس به. قلت: وأبو شيبة هو الخراسانى يزيد بن معاوية، وقد وثقه ابن حبان، وقال أبو زرعة: "صالح"، وقال الحافظ: "لا بأس به"، لكن يقول أبو حاتم الرازى: "منكر الحديث ليس بالقوى". قلتُ: وهذا جرح غائر مُفسَّر. ومما يدل على كونه فيه نصيب من قول أبى حاتم: أنه تلوَّن في متنه! فعاد ورواه بهذا الإسناد ولكن بلفظ: "لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار". هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في "التوبة" [١٦٦]، والقضاعى في "الشهاب" [٢/ ٨٥٣]، والديلمى في "مسنده" [٣/ ٢٠٨]، والقاضى أبو الحسين بن المهتدى في "المشيخة" [٢/ ١٩٨]، كما في "الضعيفة" [رقم/ ٤٤٧٤/ ورقم / ٤٨١٠]، والعسكرى في "الأمال" كما في "المقاصد الحسنة" [ص/ ٧٢٦]، وغيرهم من طريق سعيد بن سليمان عن أبى شيبة به. وبهذا اللفظ: ذكره الغزالى في "الإحياء"، فقال العراقى في "المغنى" [٤/ ٦]،: "وفيه أبو شيبة الخراسانى, والحديث منكر يُعرف به ... ". =