ثم أخرج بإسناد ضعيف حديثًا فيه: أن رجلًا كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - في قصة. فقال أبو محمد: "فهذا من كان في عصره - صلى الله عليه وسلم - يكذب عليه كما ترى فلا يقبل إلا من سُمىَ وعُرف فضله". قلتُ: وهذا وإن كان مردودًا عند النظر والتحقق، لكنه كلام جيد في مجمله من حيث التثبت في أحوال النقلة ومعرفة أخبارهم حتى يطمئن القلب إلى قبول مروياتهم. ثم تمشية حال مولى أبى بكر هنا: مدفوعة بكون الحافظ البزار قد جزم بجهالته كما مضى، وهذا كاف إن شاء الله. وباقى رجال الإسناد، مقبولون معروفون: فعثمان بن واقد شيخ مختلف فيه، والتحقيق أنه "صدوق له أوهام" وهذا أدق من قول الحافظ عنه في "التقريب": "صدوق ربما وهم". وأبو نصيرة: هو مسلم بن عبيد الواسطى، جهَّله البزار وضعفه الأزدى، لكن وثقه الإمام أحمد وغيره، ومشَّاه ابن معين وجماعة. وقد فرَّق بعض النقاد ينه وبين الذي يروى عن مولى أبى بكر، والصواب أنهما واحد، كما هو ظاهر تصرُّف البخارى وابن أبى حاتم وجماعة. وقد اختلف في إسناد هذا الحديث أيضًا. فقال المزى في ترجمة أبى نصيرة من "التهذيب" [٣٤/ ٣٤٦]: "عن أبى بكر ما أصر من استغفر. وقيل: عن أبى نصيرة مولى أبى بكر عن أبى بكر. وقيل: عن أبى رجاء مولى أبى بكر عن أبى بكر. والأول أصح". وقبله قال الدارقطنى في "الأفراد/ أطرافه": "هكذا رواه أبو يحيى الحِمَّانى [قلت: ولم ينفرد به الحمانى عن عثمان، بل تابعه عليه عفيف بن سالم، =