قلتُ: وهذا لون ثالث، ولون رابع: قال الدارقطنى: "وقال عبد الحميد بن موسى عن عبد الله بن عمرو عن عبد الملك عن مجاهد عن ابن الزبير عن عمر ... ". ولون خامس: قال الدارقطنى: "وقال عمران هو أخو سفيان بن عيينة عن عبد الملك عن ربعى بن حراش عن عمر .... ". ولون سادس: قال الدارقطنى: "وقال يحيى بن يعلى أبو المحياة وزهير ومحمد بن ثابت عن عبد الملك عن قبيصة بن جابر عن عمر ..... ". ولون سابع: قال الدارقطني: "وقال حماد بن سلمة والمسعودى وقيس من رواية محمد بن مصعب عنهم - عن عبد الملك عن رجاء بن حيوة عن عمر .... ". ولون ثامن: قال الدارقطنى: "وقال ابن عيينة عن عبد الملك عن رجل لم يسمه عن عمر ... ". قلتُ: وهذا اضطراب شديد جدًّا على عبد الملك في سنده. لكن يقول الدارقطنى بعد أن ذكر كل هذه الاختلافات: "ويشبه أن يكون الاضطراب في هذا الإسناد من عبد الملك بن عمير لكثرة اختلاف الثقات عنه في الإسناد .... ". قلتُ: وهذا هو الذي لا ينبغى أن يقال غيره. ونحوه قاله ابن معين، كما أخرجه عنه ابن عساكر في "تاريخه" [١١/ ٢٠٤]. وعبد الملك يقول عنه أحمد: "مضطرب الحديث جدًّا مع قلة روايته، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها" ونقل عنه الكوسج أنه ضعفه جدًّا، ونقل عنه ولده صالح أنه قال: " .... عبد الملك يختلف عليه الحفاظ". وهو من رجال الجماعة. أما قول ابن كثير في "مسند الفاروق" [٢/ ٥٥٦/ طبعة دار الوفاء]: "عبد الملك من أئمة التابعين وساداتهم، وليس الاضطراب في حديثه مستحيلًا عليه، ولكن هاهنا الاضطراب بعيد؛ لأن هذه الخطبة شهدها خلق كثير، فلا بد أن يكون عبد الملك قد سمعها من جماعة منهم، فمن الجائز أنه سمعها من عبد الله بن الزبير ومن جابر بن سمرة، فرواها تارة عن هذا وتارة عن هذا، والله أعلم". =