وعذر ابن كثير: أنه لم يقف من الاختلاف على عبد الملك فيه إلا على وجهين منه فقط، لأجل ذلك قال ما قال، وليس كما قال! وللحديث طريق آخر من حديث ابن عمر عن أبيه عند الترمذى [رقم/ ٢١٦٥]، وجماعة كثيرة، من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن أبيه به نحوه. قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح غريب. وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ". قلت: وظاهر إسناده الصحة، لكن اختلف فيه أيضًا. وقد ساق الدارقطنى اختلافًا في "سنده بالعلل" [٢/ ٦٥]، ثم صحح منه وجهًا منقطعًا، وللحديث: طرق أخرى عن عمر يقوِّى بعضها بعضًا على التحقيق. بل قال العماد ابن كثير في "مسند الفاروق" [٢/ ٥٥٤/ طبعة دار الوفاء]: "قد رُويت هذه الخطبة عن عمر من وجوه عديدة إذا تُتُبِّعتْ بلغتْ حد التواتر". ثم ساق أكثر تلك الطرق. ولسنا نوافقه على دعوى التواتر أصلًا. وراجع: الصحيحة [رقم/ ٤٣٠]، و"إرواء الغليل" [٦/ ٥٥٥ - ٢١٥]، للإمام. ١٤٢ و ١٤٣ - قوى لغيره: انظر قبله.