للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤٢ - حدّثنا على بن حمزة البصرى، حدّثنا جرير بن حازمٍ، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن جابر بن سمرة، قال: خطبنا عمر بن الخطاب، بالجابية، فقال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامى فيكم اليوم، فقال: "أَلا أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"، فذكر نحو حديث شيبان.

١٤٣ - حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حربٍ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عميرٍ، عن جابر بن سمرة، قال: خطب عمر بن الخطاب، الناس بالجابية، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام في مثل مقامى هذا، فقال: "أَحْسِنُوا إِلَى أَصْحَابِى، ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَفْشُو الْكَذِبُ، حَتَّى يَحْلِفَ الرَّجُلُ عَلَى الْيَمِينِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَحْلَفَ، وَيَشْهَدَ عَلَى الشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْتَشْهَدَ عَلَيْهَا، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنَالَ مِنْكمْ بُحْبُوحَةَ الجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الجْمَاعَةَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ، وَهُوَ مِنَ الاثْنَيْنِ أَبَعْدُ، أَلا لا يَخْلُوَن رَجُلٌ


= فكأنه لم يقف على تلك الألوان التسعة التى اختُلِف على عبد الملك فيها، فهل يقال: بكونها كلها محفوظة أيضًا؟!
وعذر ابن كثير: أنه لم يقف من الاختلاف على عبد الملك فيه إلا على وجهين منه فقط، لأجل ذلك قال ما قال، وليس كما قال!
وللحديث طريق آخر من حديث ابن عمر عن أبيه عند الترمذى [رقم/ ٢١٦٥]، وجماعة كثيرة، من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر عن أبيه به نحوه. قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح غريب. وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
قلت: وظاهر إسناده الصحة، لكن اختلف فيه أيضًا. وقد ساق الدارقطنى اختلافًا في "سنده بالعلل" [٢/ ٦٥]، ثم صحح منه وجهًا منقطعًا، وللحديث: طرق أخرى عن عمر يقوِّى بعضها بعضًا على التحقيق.
بل قال العماد ابن كثير في "مسند الفاروق" [٢/ ٥٥٤/ طبعة دار الوفاء]: "قد رُويت هذه الخطبة عن عمر من وجوه عديدة إذا تُتُبِّعتْ بلغتْ حد التواتر". ثم ساق أكثر تلك الطرق. ولسنا نوافقه على دعوى التواتر أصلًا. وراجع: الصحيحة [رقم/ ٤٣٠]، و"إرواء الغليل" [٦/ ٥٥٥ - ٢١٥]، للإمام.
١٤٢ و ١٤٣ - قوى لغيره: انظر قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>