قلتُ: وهذا إسناد صالح على شرط مسلم، وكم قلنا بأن عنعنة الأعمثى عن أبى سفيان محمولة على السماع! راجع ما علقناه بذيل الحديث [رقم ١٨٩٢]، وقد أعله ابن حزم في "المحلى" [٢/ ٧١]، فقال: "أبو سفيان ضعيف". قلتُ: أبو سفيان هو طلحة بن نافع ضعفه جماعة ومشاه آخرون، وقد احتج به مسلم في "صحيحه"، وهو عندى صدوق وسط، وقد خولف في وقفه، خالفه أبو الزبير المكى، فرواه عن جابر فقال: عن عمر بن الخطاب فقال: (رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا توضأ فترك موضع الظفر على قدمه، فأمره أن يعيد الوضوء والصلاة، قال: فرجع). هكذا أخرجه ابن ماجه [٦٦٦]- واللفظ له - وأحمد [١/ ٢١، ٢٣]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق" [١/ ١٦٤]، وأبو عوانة [رقم ٥٣٥] وغيرهم، من طرق عن ابن لهيعة عن أبى الزبير عن جابر به ... وفى رواية أحمد وأبى عوانة: (قال: ارجع فأحسن وضوءك. فرجع فتوضأ ثم صلى) لفظ أحمد. قلت: وهذا إسناد ضعيف معلول، ابن لهيعة سيئ الحفظ ضعيف البتة، وحديثه كله ضعيف من قبل ومن بعد كما شرحنا ذلك في "فيض السماء". نعم، لم ينفرد به ابن لهيعة على هذا الوجه، بل تابعه معقل بن عبيد الله الجزرى على نحو سياق أحمد عند مسلم [٢٤٣]، والبزار [٢٣٢]، والبيهاقى في "سننه" [٣٣٢، ٣٩٨]، وأبى عوانة [رقم ٥٣٣]، وأبى عروبة في "حديث الجزريين" [١/ ٩٤]، كما في "الإرواء" [١/ ١٢٧]، وغيرهم، من طريق الحسن بن محمد بن أعين عن معقل عن أبى الزبير عن جابر أخبرنى عمر بن الخطاب أن رجلًا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه؛ فأبصره النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (ارجع فأحسن وضوءك، فرجع ثم صلى) لفظ مسلم. قلتُ: قال البراز: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده عن عمر إلا من هذا الوجه، وقد رواه الأعمش عن أبى سفيان عن [جابر] عن عمر موقوفًا". =