قلتُ: والعمرى هذا شيخ منكر الحديث على زهده وعبادته. وتابعه أيضًا: صالح بن خوات عن نافع عن ابن عمر - رضى الله عنهما - قال: "لما فرض عمر لأسامة بن زيد ثلاثة آلاف وفرض لى ألفين وخمسن مائة فقلت له: يا أبت لم تفرض لأسامة بن زيد ثلاثة آلاف وتفرض لى ألفين وخمس مائة؟ والله ما شهد أسامة مشهدًا غبت عنه ولا شهد أبوه مشهدًا غاب عنه أبى. قال: صدقت يا بنى، ولكنى أشهد: لأبوه كان أحب الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبيك، ولهو أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك". أخرجه الحاكم [٣/ ٦٤٥]، من طريق يحيى بن أبى طالب ثنا عبد الله بن إسحاق بن الفضل حدثنى أبى عن صالح بن خوات به. قال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه". قلتُ: ما كان صحيح الإسناد يومًا من الدهر؛ وعبد الله بن إسحاق بن الفضل: أورده العقيلى في "الضعفاء" [٢/ ٢٣٣]، وقال: "له أحاديث لا يتابع منها على شئ" ثم ساق له بعضها. وله طريق آخر يرويه ابن جريج عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر: "أنه فرض لأسامة بن زيد في ثلاثة آلاف وخمسمائة، وفرض لعبد الله بن عمر في ثلاثة آلاف، قال عبد الله بن عمر لأبيه: لم فضلت أسامة على؟ فوالله ما سبقنى إلى مشهد. قال: لأن زيدًا كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبيك، وكان أسامة أحب إلى رسول الله منك؛ فآثرت حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حبى". أخرجه الترمذى [٣٨١٣]- واللفظ له - والطبرانى في "الأوسط" [٦/ ٦٦٠٨]، وابن عساكر في "تاريخه" [٨/ ٧١]، وجماعة من طريق سفيان بن وكيع عن محمد بن بكر البرسانى عن ابن جريج به. قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب". وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا محمد بن بكر البرسانى، تفرد به سفيان بن وكيع". قلت: وابن وكيع كان له ورَّاق يدسُّ في أصوله ما ليس من حديثه، فنصحوه بإقصاء ذلك الوراق فلم ينتصح، وزجروه فلم ينزجر، فسقط إلى غير نهوض، راجع: ترجمته في "التهذيب" وذيوله. وهو آفة هذا الطريق، وابن جريج: كان عريقًا في التدليس، ولم يذكر فيه سماعًا أيضًا، وقد اختلف على ابن جريج في إسناده، كما تراه عند ابن أبى شيبة [رقم/ ٣١٨٧٨]. =