قلت: وهذا إسناد صحيح مستقيم، رجاله كلهم ثقات أثبات، قال أبو نعيم عقب روايته: "لم يروه عن سعيد إلا القاسم، ولا عنه إلا عمر، تفرد به رباح، ورواه عن ابن عباس جماعة منهم: أبو ظبيان وأبو إسحاق، ومقسم ومجاهد، منهم من وقفه، ومنهم من رفعه ... ". قلتُ: وأكثر هؤلاء قد وقفه على ابن عباس، ثم رأيتُ عمر بن حبيب المكى قد خولف في رفعه، خالفه هشام الدستوائى، فرواه عن القاسم فقال: عن عروة بن عامر أنه سمع ابن عباس يقول: (أول ما خلق الله القلم؛ فأمره أن يكتب ما يريد أن يخلق، قال: والكتاب عنده، قال: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (٤)} [الزخرف: ٤]، هكذا أخرجه الطبرى في "تفسيره" [١١/ ١١٦٥]، من طريق يعقوب الدورقى عن ابن علية عن هشام به ... قلتُ: وهذا إسناد قوى صالح، لكن يبدو لى: أن ليس ثمَّ مخالفة، وأنهما خبران مختلفان؛ بدلالة سياقهما، وكذا الإسناد. فالظاهر: أن الحديث، محفوظ موقوف ومرفوع؛ لا سيما وللمرفوع شاهد من حديث عبادة بن الصامت، وآخر من حديث ابن عمر.